الرباط. الأسبوع
نحمل المسؤولية للجماعة على الأوضاع المزرية التي يتكبدها المهاجرون الأفارقة الذين يقطعون آلاف الكيلومترات لتحقيق حلم الهجرة إلى بلدان ما وراء البحار، والكثير منهم ولعدة أسباب، وجدوا أنفسهم في حكم المشردين في الرباط التي هي عاصمة الثقافة الإفريقية وعاصمة إمارة المؤمنين في القارة، وأوضاعهم الإنسانية المتدهورة ربما دفعتهم لممارسة وارتكاب أفعال غير سليمة لضمان عيشهم أو لجمع إتاوات لمافيات الاتجار بالبشر بغية تهجيرهم.. فأين نحن من هذه التحرشات بإخواننا الأفارقة؟
ففي الحكومة فراغ ملفت في هيكلتها الوزارية لحماية ورعاية من ساقتهم الأقدار إلى حضن إمارة المؤمنين ولم يختاروا غيرها على طول البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي، فكان – والحالة هذه – واعتبارا للروح الدينية للمملكة، إدخال اهتمامات الأحزاب الحاكمة باقتراح وزارة أو كتابة للدولة في شؤون اللاجئين، وفي غياب أو تغييب مؤسسة من هذا القبيل، تقوم الجماعة بدورها الاجتماعي والثقافي والإنساني لاحتواء مآسي المهاجرين الأفارقة وهم اليوم في تكاثر بدون تأطير أو تنظيم أو مساعدة، تكون الجماعة ممثلتهم وموجهتهم والساهرة على تمتيعهم بالظروف الإنسانية الواجبة عليها إقامة وإدماجا إذا رغبوا في ذلك، وبالطبع بعد الإجراءات الأمنية الضرورية.
ونلاحظ هنا أن كل ما ينسب لأنشطة خاصة بهؤلاء اللاجئين، ما هي سوى “فقاعات” داخلها أجوف ولا تحمل أي مبادرة مدروسة لفائدة من اضطروا اليوم للتسول في كل مدارات وطرقات العاصمة، أو استغلالهم في مهن قاسية بدون أدنى حقوق الشغالين ليضمنوا بقاءهم أحياء، في حين كان على ممثلي سكان عاصمة الثقافة الإفريقية وإمارة المؤمنين القيام بما يلزم في حق إخواننا الذين فضلوا العيش بيننا بتسهيل إقامتهم وتأمين صحتهم بوضعهم استثناء تحت المراقبة الصحية للمكاتب الصحية الجماعية في إطار المساعدة الاجتماعية ريثما تسوى وضعيتهم الإدارية.
إن مجالسنا مقصرة في هذا الجانب ولم يعد مسموح لها الاستمرار في هذا المنحى الخطأ في الوقت الذي غيرت فيه المملكة مواقفها من كل ما له علاقة بالحقوق البشرية وارتباط بالإنسان الإفريقي، وهي تمول عدة جمعيات، كان بإمكانها أن توصيها خيرا بأبناء قارتنا، فعدد من العواصم الأجنبية التي لا تربطها لا قارة ولا تاريخ ولا أخوة مع الذين منا وإلينا، تمنح بدون حساب باسم الإنسانية إلى الفارين إليها، فماذا يمنع عاصمتنا من الدخول رسميا إلى دائرة المنقذين المرحبين بالمهاجرين الأفارقة ؟