جهات

حديث العاصمة | إشعار إلى المنتخبين بأمانة الأجداد

بقلم: بوشعيب الإدريسي

 

    يستقبل الرباطيون هذا الأسبوع عيدا كان ولا يزال إرثا تاريخيا أسسه الأجداد منذ حوالي قرن من الزمن، عيد هو الأول من إنتاج نضال الشعب عبر أجياله المتعاقبة وكل جيل يحتفل به بطريقة عصره دون المس بعمق جوهره، وقد بحثنا عن أسباب نزوله فوجدنا الآلاف من المراجع والكتب والنشرات التي أرخت بكل أمانة لميلاد عيد العرش، الذي يختلف عن باقي عروش المملكات والإمبراطوريات والإمارات والسلطنات، فهو من إنتاج شعبي اتفق على سنه للشعب مجموعة من المكافحين والمقاومين الذين خاضوا معارك بقيادة العرش لانتزاع الاستقلال، فوجدنا فقرة في أول خطاب للملك المحرر محمد الخامس قدس الله روحه، دشن بها الانطلاقة الأولى للاحتفالات بعيد العرش يوم 18 نونبر 1933 ومفادها: ((يسرني أن أراكم اليوم مجتمعين حول عرش سلطانكم الذي يقدر تعلقكم وإخلاصكم)).

تتمة المقال تحت الإعلان

هذا الأرشيف الثمين، وثقه الرباطيون سواء في ندوات منتديات تجمعاتهم الأكاديمية أو الأدبية أو الجمعوية، فقدموا بذلك أعظم كنز لتاريخ الوطنية في الرباط، ومنه حيثيات فكرة عيد العرش، وقد لخصها الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه في: “مجتمعين حول عرش سلطانكم”.. بهذه الوصية هزمنا الاستعمار وحطمنا الجهل ووحدنا المملكة وقدنا التنمية، فخلقنا وطنا قويا بإنسانه، وسرنا على نهج الأجداد والآباء محافظين على أصالتنا محترمين معاصرتنا، محتفلين بأعيادنا وأفراحنا بطرقنا وأدوات زمننا، معبرين عن رسائلنا في الموضوع عبر الوسائل الحديثة المعاصرة التي – مع الأسف – لم تصل بعد إلى الذين يمثلون الرباطيين في مجالس العاصمة، ويسهرون على النيابة عنا في إظهار معالم حبورنا وابتهاجنا ووفائنا بما يخالجنا في المناسبات السعيدة بما يعبر عن صدق تشبثنا بوصية “مجتمعين حول عرشنا”، بأفعال تجسدها برا وبحرا وجوا مجالس الرباط التي بعضها لا تواكب الحدث وتفضح مستوى عملها بإشهار لافتات متجاوزة من عصر لا يمت بصلة لعصرنا الحالي، وحفلات وأضواء وإكسسوارات أصبحت من الماضي، ومن حقبة داستها حقبة جديدة كل مقوماتها مبنية على الذكاء الإنساني المعبر بدون تصنع ولا تأثير تقني عن فرحة الرباطيين بالعيد الذي يليق بساكنة حاضرة لها مكانتها بسبب نهضتها في العالم.

إنها رسالة الرباطيين إلى مجالسهم.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى