الرباط | السائح الأجنبي والسائح المغربي في ميزان الجماعة
عاصمة المملكة تنفتح على السياحة الداخلية
الرباط. الأسبوع
نهضة سياحية وطنية غير مسبوقة في العاصمة بدون مخطط ولا إشهار ولا حتى إخبار.. فقط مشاريعها الملكية استقطبت في بداية هذا الصيف سياحا مغاربة جلبتهم الأوراش الجديدة المتعددة التي أرستها تلك المشاريع وبعضها تدخل في المعجزات، للفترة الزمنية المحدودة لاستكمالها، مثل تأهيل المدينة العتيقة، وتشييد الأنفاق الطرقية، والمنتزهات والمناطق الخضراء، وإحداث الكورنيشات والمسابح وتطهير مدينة الأنوار من “البراريك” والسكن العشوائي والأسواق الفوضوية، وإعادة الاعتبار لشاطئها وساحلها وضفة واديها… إلخ، ويكفيها الافتخار ببرج محمد السادس الذي ترك قبالته صومعة حسان شامخة دون أن يحجبها عن الأنظار، ولا يزاحم المسرح الكبير ذي الهندسة الفريدة، ولا ينافس أقدم قصبة في الجهة، حي الأوداية وأبوابه وأسواره وتحف مساكنه، وربما أطلنا في عرض حوالي 10 % فقط من الإنجازات الملكية دون ذكر الأوراش التي في طور الإنجاز، مثل المركب الصحي العملاق بـ 33 طابقا، وتوسعة مدينة العرفان.
فمن الخطأ الفادح، وربما الكارثي والظالم أن تدعي الحكومة اهتمامها بالسياحة ولها وزارة مكلفة بالسياحة ومكتب وطني للسياحة، ومديريات جهوية للسياحة، ومديريات إقليمية للسياحة، و”سفراء” في “بلاد برا” للدعاية السياحية ومجالس لهذه السياحة، واسألوا أي سائح مغربي عن فعالية هذه التي “ترضع من بزولة” الحكومة النفقات والامتيازات، هل لها أي تأثير أو توجه على اختيار وجهته السياحية داخل المملكة؟ والسائح المغربي اليوم مصدر ازدهار عدة مناطق ومحرك اقتصاد مجالات شتى، ويمكن أن نؤكد أنه أسس لثورة ونهضة سياحية من صنع المحليين الذين ينفقون بدون حساب في المطاعم والمتاجر والمقاهي ومحلات الألبسة والحلويات والألبان.. وهي الأمور المنعشة لعدد من الحرف، وأكثر من هذا، حتى الفنادق الفخمة اكتشفت إقبالا متزايدا للزائرين الوطنيين، ويا للعجب، بدون كل تلك “الهيلالة” المخصصة لاستقبال “حفنة” من القادمين إلينا من بلدان فرضت علينا بشأن تأشيرات شروطا تعجيزية لدخول حدودها، ولنقابل موظفي قنصلياتها أجبرت المرور عبر شبكات خصوصية للمزيد من تعذيبنا وإنهاكنا برسومها وإلزامنا بالإدلاء بوثائق “تعرينا” وتتدخل في خصوصيتنا، وفي بعض الأحيان تحط من كرامتنا وترشحنا في قائمة “المتهمين” الذين يجب مراقبتهم ابتداء من تجاوز حدودها إلى عودتنا، أما هم، فيدخلون من حدودنا بمجرد وثيقة تعريف وفي استقبالهم الفرق الفلكلورية والمرشدين والأطقم الصحية والمرحبين بالحلويات، فكم نفقاتهم السياحية في بلدنا مقارنة مع الميزانية التي تصرف في الداخل والخارج عليهم؟ وكم تخصص للسائح المغربي؟ وقد كان على الجماعة إيلاء الزائر الوطني وهو المنعش لاقتصاد المدينة، ما يستحقه من اهتمام وبرامج ترفيهية وترحيب من عاصمة مملكته، كما على الحكومة رد الاعتبار للسياحة الداخلية والحد من “تمريغ” سمعة مملكتنا في وحل إهانات التأشيرات، فلا يمكن النهوض بسياحتنا إلا بأبنائنا ومرحبا بالأجانب، لكن ليس على حساب كرامة أبناء البلد.