الرباط. الأسبوع
بدأت النوادي المغربية تتهافت على “اصطياد” لاعبين مميزين لتعزيز تركيبتها البشرية استعدادا للموسم الكروي المقبل، بغض النظر عن معايير جودة اللاعبين الموجودين في السوق.
إن ظاهرة التهافت على الأسماء البارزة تتكرر سنويا، فالموسم المنصرم شهد حالات كثيرة من إقالات المدربين، والنزاعات بينها وبين اللاعبين، وكلفت هذه الظاهرة الهاوية الملايين من الدراهم، كما تعرضت الأندية لضائقة مالية جسيمة جراء هذه التغييرات العشوائية.
فالفرق المغربية تدخل سوق الانتقالات بكل حماس وبمعنويات مرتفعة وشهية مفتوحة بغض النظر عن الحاجة والقدرة الشرائية، تشتري كل شيء إلا ما تحتاجه، والنتيجة ديون متراكمة ولاعبون لا يمكن التخلص منهم بالإعارة ولا بالانتقال، ولا يبقى إلا إنهاء العقود ودفع الأموال بطريقة عشوائية، لأن مسيريها لا يعتمدون على المعايير التقنية للاعبين، وإنما يدخلون سوق الانتقالات من باب التهافت بين الأندية وتلبية لرغبات الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يطالبونهم بالاستقالة من رئاسة النادي.
فخلال هذا الموسم، بدأت التعاقدات قبل ختام الموسم الحالي بعدة أسابيع، كما أن الأجواء داخل الأندية لا تساعد على العمل بروح عالية، نظرا لسيطرة فئة معينة، نجحت في طرد الكثير من أبناء النادي، وحتى المدربين في كل الفئات السنية يحاربون باستمرار، وهي أزمة حقيقية تعاني منها كرة القدم المغربية، وفي النهاية، تدفع الثمن النوادي المغربية الثمن غاليا، ولا يوجد من يحاسب ويقيم العمل، وتترك الأمور نهبا للفوضى فتتقوض وضعية الأندية بسبب قرارات انفعالية على الورق وبطريقة تنم عن غياب الخبرة الاحترافية في التسيير.
ومما يلاحظ، أنه ليس هناك من يحاسب رؤساء النوادي رغم أنها أموال عامة لا تسيب فيها، ويجب محاسبة كل من أخطأ، وما يجهله مسيرو نوادينا، أنه ليس المدرب وحده من يأتي بالبطولات، وإنما هناك عوامل أخرى كثيرة يتطلب وجودها في الأندية قبل التعاقد مع مدرب جديد، يحضر ويتم تجهيز كل أسس النجاح، وليس أن يكون مرتبطا بالنادي خلال ساعات العمل اليومية فقط.