
الرباط. الأسبوع
نجح ممثلو حزب الاتحاد الاشتراكي في التصدي لمناورة شبيبة جبهة البوليساريو الانفصالية خلال المؤتمر الدولي للشباب الاشتراكي بدولة بنما، وتمكنت الشبيبة الاتحادية من الحصول على العضوية في هذه المنظمة الدولية الاشتراكية التي تضم 80 عضوا من كل بقاع العالم.
وللحد من هيمنة اللوبي الاشتراكي المساند لجبهة البوليساريو في منظمة “اليوزي”، قرر الاتحاد الاشتراكي في زمن إدريس لشكر، نهج أسلوب جديد لخوض معركة وطنية أمام الانفصاليين ومن يقف معهم، عبر تأسيس منظمة دولية جديدة تسمح بربط علاقات جديدة والتواصل مع المنظمات الشبابية الأخرى بعيدا عن تأثيرات منظمة “اليوزي”، وذلك عبر إنشاء هيئة “المينا لاتينا” مع شبيبة التكتل التونسي، التي تجمع منظمات من البحر الأبيض المتوسط والاتحاد العربي للشباب الاشتراكي، مع منظمات شبابية من أمريكا اللاتينية.
وخلال مؤتمر بنما الأخير، حققت الشبيبة الاشتراكية نصرا كاسحا على البوليساريو داخل منظمة “اليوزي”، التي يحضر فيها طيف إدريس لشكر عبر ابنته خولة لشكر، التي تتولى منصب نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، وحصلت هند قصيور، منسقة لجنة العلاقات الخارجية للشبيبة الاتحادية، على 95 صوتا متفوقة بفارق كبير على مرشح جبهة البوليساريو، الذي حصل على 46 صوتا فقط، مما جعل ممثلي الجبهة يغادرون بالدموع بعد خسارتهم لمكانتهم ضمن منظمة “اليوزي”.
في هذا الإطار، قال فادي وكيلي العسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، أن منظمة “اليوزي” تعتبر من أكبر المنظمات الشبابية الدولية حيث تضم أكثر من 90 منظمة شبابية اشتراكية على المستوى العالمي، تعرف هيمنة للدول الاسكندنافية، وتعد أحد أهم قلاع جبهة البوليساريو، حيث كانت دائما لها توجهات ضد الشبيبة الاتحادية وضد المغرب بشكل عام، وبالرغم من الصعوبات التي واجهت الوفد المشارك لأول مرة، إلا أن الإرادة كانت كبيرة من أجل تحمل المسؤولية والعمل على مواجهة مخططات خصوم المغرب، مضيفا أن وفد الشبيبة الاتحادية ركز على الأهداف المسطرة واشتغل عليها دون الانصياع أو الاهتمام بأي نوع من الاستفزاز، وذلك عبر التواصل المستمر داخل المؤتمر وعقد اجتماعات استباقية مع شبيبات الدول الأخرى بعقلية الشباب المغربي الحداثي تحضيرا وتنسيقا لهذا المؤتمر.
وبخصوص النجاح الذي حققته الشبيبة الاتحادية خلال هذا المؤتمر، أكد وكيلي العسراوي أن الانتصار على ممثلي جبهة البوليساريو جاء بفضل عمل دؤوب منذ أربع سنوات دعمه حزب الاتحاد الاشتراكي عبر خلق مجموعة من المبادرات الشبابية قصد نسج علاقات وطيدة مع منظمات شبابية اشتراكية من دول أخرى، من خلال إنشاء تنظيم “المينا لاتينا” الذي يجمع مجموعة من الشباب الاشتراكي لدول البحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية، حيث كان هذا التحالف الجديد مهما لإقناع مجموعة من الشبيبات الاشتراكية حول العالم بعدالة القضايا الوطنية والترافع من أجلها، وبالتالي، كان مجهودا كبيرا لتقديم الحزب والعمل ضمن هذا التنظيم الموازي الذي استطاع أن ينظم مؤخرا الملتقى الدولي للشباب البرلماني والشباب الاشتراكي والديمقراطي، حيث أعطى تنظيم هذا الملتقى دفعة أخرى لإبراز مجموعة من المواقف من أجل مخاطبة العديد من المنظمات الشبابية الاشتراكية.
من جهته، قال عبد الله الصيباري، الكاتب العام السابق للشبيبة، أن “الشبيبة الاتحادية دائما تؤمن بالقضايا العادلة للوطن من ضمنها قضية الصحراء المغربية، لذلك كان الصراع دائما محتدما مع خصوم الوحدة الترابية في بنما أو ما يسمى بشبيبة البوليساريو، واليوم استطاع الشباب الاتحادي كسب المعركة أمام خصوم المغرب الذين خرجوا من المؤتمر يذرفون الدموع، واستطعنا الفوز بمقعد مهم في شخص الشابة هند قصيور ضمن لجنة المراقبة”، مبرزا أن “الطرح المغربي كان مرحبا به داخل مجموعة الدول بفضل ترافع الشابات والشباب الذين تمكنوا من إقناع مجموعة من الدول، خصوصا من أمريكا اللاتينية، وبعض الدول التي كانت تعتبر خصما للمغرب، وهذا الانتصار يحسب للشبيبة الاتحادية ويعد انتصارا لقيم المواطنة ولقضيتنا الأولى”.
وأوضح نفس المصدر، أن هذا الإنجاز جاء بفضل العمل الدائم الذي تتبعه القيادة الحزبية في مواكبتها للعديد من الأنشطة الشبابية، بعدما تمكنت من وضع أسس لمنظمة “المينا لاتينا” التي تضم شبيبات حزبية تتقاسم نفس القيم ونفس المبادئ مع الشبيبة الاتحادية، وكذلك بفضل انفتاح حزب الاتحاد الاشتراكي على مجموعة من الدول، من خلال زيارات سابقة إلى جزر الكرايبي وكوبا والبرازيل، وهي الزيارات التي مكنت من تقوية تواجدنا داخل هذه الدول واستطعنا إقناعهم بالطرح المغربي.
وأكد الصيباري أن الدبلوماسية الموازية هي حتما في خدمة الدبلوماسية الرسمية، لذلك يجب على الدولة أن تؤمن بأن الفعل الشبابي والحزبي في مجال الدبلوماسية هو فعل قوي يمكن أن يعبد الطريق أمام الدبلوماسية الرسمية، ولهذا كانت الشبيبة الاتحادية دائما مدرسة لقيم المواطنة والترافع عن القضايا الوطنية، لهذا فكل شبيبة حزبية عليها أن تشتغل من جانبها، سواء كانت اشتراكية أو ليبرالية، أو لها إيديولوجية أخرى، وذلك من أجل نصرة القضية الوطنية الأولى.
وحسب شقران أمام، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي سابقا، فإن “الشبيبة الاتحادية كانت دائما حاضرة وإن بشكل متفاوت من حيث قوة التأثير بين مرحلة وأخرى، ولكن بالعودة إلى أجهزة اليوزي من خلال تقلد صفة عضو لجنة المراقبة كتتويج لعمل ومرحلة، لا شك يستدعيان مزيدا من الحضور واليقظة والتأثير بما يساهم في لعب الشبيبة الاتحادية لأدوارها من واجهة الدبلوماسية الموازية”، مضيفا أن الأمر يتعلق بصورة من صور العمل الهام الذي يشكل ما يمكن تسميته بالعقيدة لدى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من حيث الوعي بأهمية استثمار علاقاته مع الأحزاب الاشتراكية عبر العالم، خدمة لقضايا الوطن وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية.
وأكد نفس المتحدث، أن الاتحاد الاشتراكي، وطيلة عقود، لعب أدوارا هامة في هذا الباب، ولعل الفترة التي تحمل فيها المجاهد عبد الرحمان اليوسفي رحمة الله عليه قيادة حكومة التناوب، لأبرز مثال على دور قيادة الاتحاد في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى في المحافل الدولية، حيث قامت عدد من الدول بسحب اعترافها بالبوليساريو في تلك الفترة، وهو ما يستدعي اليوم من الحزب وشبيبته تقييما موضوعيا لمسار طويل من الفعل الدبلوماسي في واجهات مختلفة، واستثمار الطاقات الاتحادية لتحقيق المزيد من الحضور والتأثير بما يخدم مصالح البلاد، مثلما يجب أن تمكن الدولة الأحزاب الفاعلة من الإمكانيات المادية الكفيلة بدعمها في لعب أدوارها على مستوى الدبلوماسية الموازية، خاصة وأن الأمر يتطلب ميزانيات ضخمة عدم توفرها يحول دون الحضور الدائم للأحزاب وشبيباتها بعدد من المنتديات الدولية أو استقبال هذه الأخيرة وتنظيمها على أرض الوطن.