قائد مقاطعة بالصويرة يهدم بنايات سكنية ليلة عيد الأضحى
حفيظ صادق. الصويرة
عبّر عدد من المواطنين المغاربة والأجانب القاطنين بدوار واسن جماعة الصويرة، عن استنكارهم لما وصفوه بـ”اعتداء” السلطات المحلية على مساكنهم وهدمها في غيابهم، حيث فوجئ هؤلاء ليلة عيد الأضحى بإقدام قائد مقاطعة الغزوة بالصويرة، على الوقوف شخصيا وإعطاء أوامره لجرافات بهدم ممتلكاتهم من فيلات ومساكن، واستغربوا مما سمّوه “الاعتداء على ممتلكات محفظة ومسجلة باسمهم أو في طور التحفيظ”، كما أن بعضهم يتوفر على بطاقة وطنية تحمل عناوينهم بعين المكان ومحصيون كقاطنين للمنطقة في الإحصاء الأخير الذي وقفت عليه المفتشية العامة للإدارة الترابية.
وحسب الضحايا، فإنهم تَحصّلوا على البقع الأرضية عن طريق الشراء بواسطة عقود مصادق عليها من طرف مقاطعات الجماعة، وحصلوا على تراخيص البناء والسكن عن طريق المساطر والقوانين الجاري بها العمل، وجلها بنايات كاملة بُنيت تحت أعين نفس السلطات المحلية وبعلمهم ومباركتهم وليست في طور البناء وهي مسكونة من طرف أصحابها منذ مدة.
واستنادا إلى المرسوم 2.19.409 الصادر بالجريدة الرسمية رقم 6859 والمتعلق بتحديد كيفيات مراقبة وزجر المخالفات في ميدان التعمير والبناء، فإنه يحدد بوضوح كيفيات وضوابط إفراغ البنايات من معتمريها وتنفيذ عملية الهدم، حيث يُلزِم السلطات الإدارية المحلية بأن توجه للمخالف الذي امتنع داخل الأجل المضروب له، عن تنفيذ الأمر الموجه إليه بهدم الأشغال أو الأبنية، إنذارا، عبر كافة وسائل التبليغ القانونية، من أجل إخلاء البناية من معتمريها وإفراغها من مشتملاتها، وذلك داخل أجل أقصاه 48 ساعة، وفي حالة إذا انقضى أجل 48 ساعة دون أن يمتثل المخالف للإنذار، تقوم السلطة الإدارية المحلية بتحرير محضر امتناع يتم توجيهه فورا إلى النيابة العامة المختصة، إثر ذلك تقوم السلطة الإدارية المحلية بإخلاء المحل من معتمريه ومشتملاته بعد إشعار النيابة العامة وإعداد تقرير تقني يتضمن وصفا للعقار وإخبار أصحاب البنايات والعقارات المجاورة بتاريخ الشروع في الهدم.
وتجدر الإشارة إلى أن المتضررين من جنسيات مختلفة، مغاربة وفرنسيين وأمريكي، فوجئوا بخبر هدم منازلهم واقتحام مساكنهم والعبث بمحتوياتها في غيابهم، كما عاين شهود عيان اقتحام رجل سلطة لمسكن بسيط تبرع به محسنون لامرأة في وضعية إعاقة وصفعها ورماها خارج البيت بعد هدمه، وتركها بدون مأوى، حيث اضطر جيرانها لإيوائها مؤقتا، فيما المواطن الحامل للجنسية الأمريكية، فور علمه بخبر الهدم، استقل أول طائرة من أمريكا وحضر ليجد سكناه مهدمة عن آخرها فأشعر سفارة بلده بالموضوع.
وأكد نفس الضحايا أن السلطات المحلية قامت بهدم منازل وأسوار لم يكن أصحابها حاضرين، فيما غضت الطرف عن المساكن المجاورة التي كان أصحابها حاضرين أثناء قدوم الجرافات، وكانت دار للضيافة صدر في حقها أمر بالهدم، وعوض تنفيذه فقد تم تصنيفها أخيرا ضمن الفنادق المصنفة بتدخل مسؤول يتردد عليها باستمرار.