غياب زايو عن تنمية الجهة الشرقية
الأسبوع. زجال بلقاسم
شَكّل الخطاب الملكي بمدينة وجدة، شهر مارس 2003، منطلقا لتحول متواصل لا زالت تشهده الجهة الشرقية بفضل استراتيجية تنموية غير مسبوقة من حيث حجمها وبعدها التكاملي، خطاب يعد بمثابة منطلق حقيقي لجهة متقدمة تساهم بفاعلية في الاقتصاد الوطني.
وساهمت المبادرات التنموية في تحويل الجهة إلى رافعة للاقتصاد الوطني، من خلال توفيرها لفضاء مخصص للتبادل والمناقشة، فضلا عن مساهمتها في جذب المستثمرين وإبرام شراكات جديدة واستشراف فرص وموارد جهوية جديدة، وبفضل هذه المبادرات، استفادت معظم جماعات ومدن الجهة الشرقية من مشاريع بنيوية استراتيجية شكلت رافعة تنموية حقيقية ارتقت بالفعل الاقتصادي إلى عنصر جاذب للاستثمار.
لكن الملاحظ أن التوزيع المجالي لحصص الاستثمار بالجهة الشرقية يفتقد للعدالة المفروضة بين مختلف الجماعات، والنموذج هنا من مدينة زايو، التي لم تنعكس عليها إيجابيا المبادرات التنموية بالجهة، وعلى أرض الواقع، يبدو أن زايو تراجعت في سلم التنمية لتسبقها مدن لم نكن نسمع بها من قبل، وذلك بسبب عدم وجود قوى سياسية ونخبة قادرة على لفت الانتباه لهذه المدينة، حتى أنها صارت تشتهر بلقب “المدينة اليتيمة”، لغياب مترافع عن مصالحها.
وبلغة الأرقام، لم تستفد زايو إلا من بعض المنشآت ذات البعد الاجتماعي، والتي تتواجد بكثرة داخل الجماعات النائية، وليس في مدينة بحجم زايو تعد ثامن أكبر مدينة بالجهة، فباستثناء مشاريع المركبات السوسيو-تربوية، التي استفادت منها جماعات نائية صغيرة جدا، بينما تغيب المشاريع الاستراتيجية، مثل المركبات الاقتصادية والمناطق الصناعية، مما جعل المدينة غير قادرة على جلب الاستثمارات الخاصة والعامة، لاختلالات تشهدها وضعيتها العقارية أولا، ولغياب نخبة سياسية ذات يد حديدية تستطيع الترافع عن المدينة، بل إن هذه النخبة لا تراعي مصالح المدينة من الأساس.