في الحاجة لنظام جديد للسير والجولان يليق بمكانة العاصمة

الرباط. الأسبوع
كانت العاصمة فيما مضى تخضع كل عقد من الزمن لتجديد اتجاهات طرقاتها، وكثيرا ما كانت تعكس سابقاتها، حتى تغير الروتين الممل للمرور والمارين وتسلط الأضواء على جمالية أماكن معينة وفي نفس الوقت توفر أريحية التنقل للراكبين والراجلين، لكن هذه الدينامية في السير والجولان اختفت منذ حوالي ربع قرن، وتجاهلتها المجالس المنتخبة، وحتى لجنة السير التي تعد بوصلة لتحرك العربات في أجواء مريحة، هذه اللجنة تكون باقتراحاتها سباقة لاعتراض طوارئ محتملة في المستقبل القريب للهجوم على الطرقات، تحيلها للتنفيذ على الجماعة التي لها لجنتها في الموضوع، ومفوض رسمي من الرئيسة للتكفل بهذا القطاع التقني بضخ دماء جديدة في الحياة اليومية للعاصمة، والتي تتطلب الحركة الدائمة لهذه الدماء، وتنتهي الحياة بجمودها أو تصاب عاجلا أو آجلا بالسكتة القلبية، وهي المحروسة من لجنة ثانية جماعية مؤطرة من نائب كما أسلفنا، وهذه الهيكلة المنظمة بلجنتيها ونائب ومراقبة من مجلس وكأنها حافظت على ما ورثته من السابقين حتى تنضم إلى “التراث” الجماعي.. هذا هو التفسير الممكن به تبرير جمود الحركة الطرقية داخل المقاطعات، والتي لولا المشروع الملكي الذي أحياها وأنقذها من التهميش والعشوائية والفوضى بإنجاز أنفاق وقناطر ومدارات ومناطق خضراء وإنارة راقية وديكورات معبرة عن ثقافة أهلها.. لأغرقتها في ما كانت عليه الحالة قبل الإنقاذ، فكانت ثورة إصلاحية صفق لها الرباطيون ولم ينتبه إليها جل المنتخبين ولا نوهوا بما تم في هذه الثورة خلال اجتماعات دوراتهم ولجانهم ليربطوها بقرارات جماعية تعيد النظر في الاتجاهات الطرقية بوضع تصميم جديد لانسياب السير بتغيير خريطته بأخرى تتماشى وتطور العمران ولإنعاش الاقتصاد والتجارة، فالمرور له وظائف في علاج عدة اختلالات إذا بني على تقييم مادي مدروس يتجاوز السير دون أن يفرط في الأمن.
فهل سيعتمد نائب الرئيسة المكلف بالسير والجولان، تصميما مديريا جديدا لتنقلات الرباطيين، بما في ذلك مراجعة الممرات الخاصة بالراجلين وإضافة محجات في نقط الرواج التجاري وعند كل محطات الترامواي وحافلات النقل الحضري، وبكل إلحاح: يجب مراجعة اتجاهات الطرقات التي لم تتغير منذ نصف قرن، وظلت على ما هي عليه بكل أعطابها التقنية وتزيدها إشارات التشوير والإرشاد للمرافق الإدارية والسياحية غموضا في تحديد الطريق الصحيح، أما علامات تنظيم السير، فماضيها أحسن من حاضرها وكأنها هي الأخرى من التراث، وما دامت عواصم العالم ابتكرت منذ أزيد من 3 عقود آلات مضيئة وذات جودة عالية وإشارات مكتوبة بأحرف تشعر الناظرين بتحفة الخط الجميل، ومسنودة بأعمدة تكون بهندسة تلفت الأنظار لمصابيحها، الأحمر والأصفر والأخضر، التي تسببت عند عدم “اكتشافها” من السائقين في سحب رخص السياقة وغرامات مالية لا لشيء إلا لأنها في أماكن لن “يكتشفها” إلا واضعوها، أما اليوم، فإنها أصبحت متجاوزة في تلك العواصم وطورت بنظام الذكاء الاصطناعي.. هذا هو ما يجب أن يعمل عليه نائب عمدة الرباط المكلف بالسير والجولان.