رياضة | هل المنتخب المغربي في حاجة إلى دروس لـ”التواضع” ؟
الرباط. الأسبوع
غضبت الجماهير المغربية من الأداء المتواضع لأسود الأطلس أمام منتخب الرأس الأخضر في لقاء إعدادي، والباهت ضد جنوب إفريقيا برسم إقصائيات كأس إفريقيا للأمم، مما أدخل المغاربة في مرحلة شك وبدأوا يطرحون أسئلة كبيرة وعريضة، هل هي الأسود نفسها التي زأرت بالدوحة أمام منتخبات عالمية، أم أنها أسود تمر بحالة مرضية عابرة، لكنها لا تموت!؟
فجميع المغاربة وغيرهم عبروا عن رضاهم على أداء لاعبي المنتخب الوطني والذين كانوا في مستوى كأس العالم، وأبانوا عن علو كعبهم وأعلنوا عن عودتهم القوية إلى حلبة المنافسات ومقارعة الأقوياء، وتغنى الجميع بهذا الإنجاز التاريخي، لكن اللقاءين الأخيرين للعناصر الوطنية بدأ يدخل الشك في نفوس عشاق الأسود، وبدوره وليد الركراكي كان صريحا كعادته وهو يعلن أمام الصحافيين، عن استيائه للمستوى المتدني الذي ظهر به لاعبو الفريق الوطني أمام منتخب الرأس الأخضر، وهو ما قال عنه: “مثل هذه المباريات تعتبر إنذارا لنا كي نعرف ماذا ينتظرنا، هذه فرصة مهمة لنعمل على ترتيب الأوراق، صحيح أننا نسعى لمنح الفرصة لبعض اللاعبين، لكن المستوى العام لم يكن مرضيا، نعتذر من الجماهير ونعدها بالأفضل”.
ولعل العامل الأساسي في تراجع مردود المنتخب المغربي هو سقوطه في مرض عضال ينال من اللاعبين المغاربة، وهو استصغاره للفرق المغمورة فلا يستعد لها بما يكفي، وغالبا ما يعتبرها مباراة إعدادية، حتى يفاجأ بصفعة قوية توقظه من هذه الآفة، لأنها حالة مرضية أسقطت العديد من المنتخبات، وأتت مباراة جنوب إفريقيا لتكشف حقائق أخرى، وتزيد في طين المنتخب بلة، وتضع الركراكي أمام المحك، فالتواضع هو الطريق الوحيد للنجاح والاستمرار في النجاح، وأن الثقة إذا زادت عن حدودها تتحول إلى غرور وتكبر، وكل الأخطاء تبدأ دائما من خانة التكبر.
فالمنتخب الحالي هو الأفضل في كرة القدم المغربية منذ عدة عقود على الصعيدين الفردي والجماعي، وهذا أمر واضح، وحقق نتائج جيدة في كأس العالم بقطر، وارتفع مستوى أدائه إلى مصاف دول كبرى في كرة القدم، ولديه الآن مجموعة من العناصر الموهوبة والمؤثرة أمثال بونو وزياش وأمرابط وحكيمي وأوناحي والنصيري وغيرهم من الأكفاء، لكن كل تلك العناصر الإيجابية تحتاج أولا وأخيرا إلى التواضع في الأداء ليتحقق لها الانسجام في اللعب والتوفيق في النتيجة، وما يتم الترويج له الآن على مواقع التواصل الاجتماعي كون أسود الأطلس هي من تحمل الكأس المضمونة في أمم إفريقيا القادمة، يمثل إنذارا مخيفا لغرور يسبق السقوط.
ففي عالم الرياضة وفي كرة القدم بالخصوص، لا شيء مضمون، فكم من منتخبات قوية دخلت بطولات قارية ودولية بثوب المرشح للظفر باللقب، فكان الأمر وبالا عليها وأصبحت نتائجها أكثر خسارة.