جهات

ظاهرة التسول تجتاح سطات قبل حلول عيد الأضحى

نورالدين هراوي. سطات

    لم يعد التسول بإقليم سطات يقف عند الفاقة والاحتياج كظاهرة معروفة في علم الاجتماع، بل أضحى يدخل ضمن أجندة معينة للذين يمتهنونه من خلال طرق وأساليب الاحتيال المتنوعة، وتحديد الوجهات والأماكن التي يقصدها المتسولون، خاصة وقت المناسبات والأعياد، حيث تزداد هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية بأعداد مرتفعة من خلال اختلاق الأمراض المزمنة بالنسبة للبعض، وغيرها من الأسباب التي يبررون بها تعاطيهم للتسول المحترف، حيث تحول الأمر من طلب مساعدة إلى حرفة مدرة للدخل بدون عناء، ومع اقتراب عيد الأضحى، أصبح إقليم سطات، وبالخصوص المدينة، تشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد المتسولين إلى درجة أن التسول أضحى صدقة مفروضة، وأمرا واجبا مثل الإتاوة، فهناك من أصبح مختصا في كراء الأطفال مقابل مبالغ مالية، وهناك من يدعي الإعاقة، فضلا عن صيغ أخرى وطرق الاحتيال والإبداع التسولي إلى درجة أن معظم الشوارع والأزقة تحولت، بل غصت بجحافل المتسولين مغاربة وأجانب على حد سواء، والأغرب أن السلطات العمومية والمصالح المعنية بالظاهرة، وقفت عاجزة عن تطويقها بالصرامة اللازمة في غياب مقاربات اقتصادية واجتماعية ونفسية وطبية وإدماجية من قبل قطاعات وزارية أخرى، وجمعيات مختصة والسلطات المنتخبة المسؤولة بالأساس، بسبب عدم التنفيذ الأمثل لبرامجها الانتخابية.

وحسب مصادر محلية، فقد جعلت آفة التسول عاصمة الشاوية قبلة لممتهني “السعاية” التي اعتمدها البعض وظيفة رسمية تدر عليهم مداخيل مالية بدرجة أو راتب موظف إداري كبير، مما حول الإقليم الفلاحي بكل جماعاته القروية والحضرية والذي كان نموذجا يحتدى به في قطاع الفلاحة، إلى نموذج سيء للبؤس والسعاية، كما أنه جعل من كل شعارات وخطابات الدولة الاجتماعية المرفوعة، مجرد كلام فارغ، وشعارات للاستهلاك الإعلامي ليس إلا، يقول المنتقدون لهذه الظاهرة المرضية الحادة والمزمنة.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى