الرباط يا حسرة

حديث العاصمة | حضور الحكومة وغياب الجماعة عن تدابير عيد الأضحى

بقلم: بوشعيب الإدريسي

 

    لأول مرة تتخذ الحكومة إجراءات مباشرة بعد عيد الفطر الأخير، لاستقبال عيد الأضحى تفاديا لمفاجآت عانى منها الرباطيون في مناسبات دينية سابقة، منها فوضى مخدومة في أثمنة الأضاحي وفي سلامتها الصحية باستعمال الغشاشين لوسائل محظورة وخطيرة ينتج عن علفها للبهائم “انتفاخ” اصطناعي يعطي الانطباع بأنها سمينة وجيدة، لكن سرعان ما يتبخر ذلك المفعول بعد ساعات ليترك أضرارا في جوف الأضحية التي غالبا ما تكون جلها وصلت إلى منازل المشترين، وهنا تقع المسؤولية على المكتب الصحي البلدي، والمصلحة البيطرية،  والقسم الاقتصادي، بفرض تشخيص على كل الأكباش الوافدة على الأسواق الخاصة بالأضاحي، ومبدئيا هذا تدبير إجباري ينبغي أن يدخل في الروتين العادي للمصلحة البيطرية حفاظا على صحة الرباطيين وبالخصوص في مثل هذا الأيام.

وإذا كانت الحكومة قد أحاطت الرأي العام بما قررته لخدمة وتسهيل مأمورية “المْعَيّدِين”، فإن صمت القبور يخيم على استعدادات جماعة الرباط ومجالسها لتحضير أجواء ومراسيم وشعيرة العيد.. فلا معارك، ولا قضايا تحال على أنظار المحكمة، ولا احتجاجات من المعارضة، بل الغياب التام والصمت المريب والتجاهل غير المفهوم في القيام بالسهر على إحياء الرباطيين سنة مؤكدة من شعائر الله التي قال فيها سبحانه وتعالى: ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) صدق الله العظيم.

وقد نبهنا منتخبي مجالسنا مرارا وتكرارا إلى أنهم ليسوا إداريين ولا تقنيين لتنفيذ الأشغال، وإنما هم يمثلون الساكنة يدافعون عن حقوقها ويسعون لإسعادهم ويذوبون مشاكلهم ويحافظون، بل ويساعدون وينظمون ويساهمون في أفراح وبهجة أعيادهم، وتفقد أحوال فقرائها وزيارة نزلاء المستشفيات والمراكز الاجتماعية، والأحياء الجامعية، وغيرها، ويجعلون رهن الإشارة مجازر مؤقتة في كل الأحياء لنحر الأضاحي مؤطرة بتقنيين من المصلحة البيطرية ومن المكتب البلدي الصحي، للتدخل عند الحاجة إليهم مع تهييئ أماكن ملائمة لعادات “شَيْ” رؤوس الأغنام وغيرها من الإجراءات المصاحبة للعيد.

ففي جل المناسبات الدينية والوطنية تكتفي المجالس بتعليق لافتات على واجهات مقراتها تخبر المارين أمامها بأنها تحتفل وتبتهج بالعيد السعيد، بالأبواب الموصدة لمكاتبها والغياب التام لمصالحها ومنتخبيها في بلورة هذه اللافتات الصامتة إلى أعمال ميدانية يشعر معها الرباطيون بأن من صوتوا عليهم لخدمتهم، فعلا حاضرون مجندون متطوعون لإسعاد المواطنين في العيد الكبير.

فلا ننكر أن الحكومة اهتمت بالموضوع في الشق الذي يعنيها، ولا نفهم عدم اكتراث بعض منتخبيها بواجبات من اختصاصاتهم.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى