رياضة | هل تؤثر “العنصرية الإسبانية” على احتضان المغرب لمونديال 2030؟

الرباط. الأسبوع
بعد الضجة التي أثارتها الشتائم الموجهة للمهاجم البرازيلي لاعب نادي ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، خلال مباريات الدوري الإسباني لهذا الموسم، بدأ الحديث عن تأثير العنصرية في كرة القدم الإسبانية، على الملف الثلاثي لاحتضان مونديال 2030، والذي يعد المغرب أحد أضلاعه الرئيسية.
فواقعة العنصرية هذا الموسم في الملاعب الإسبانية جعلتها في مرمى أسهم الانتقادات، إذ توالت الأحداث والتطورات، ولم تتأخر ردود الفعل، سواء في البلد الأصلي للنجم، أو في مختلف أرجاء العالم، وتداعى عالم الكرة للتوحد من أجل تقديم الدعم اللامشروط للاعب، فاللاعب البرازيلي منذ سنة 2021 وهو يتعرض لعدة حوادث عنصرية في الملاعب الإسبانية، والحال أن الشكاوى التي قدمها المعني أو حتى نادي ريال مدريد وجمعيات مناهضة العنصرية، قوبلت بالحفظ أو ما تزال قيد البحث أمام المحاكم، رغم أنه على المستوى التأديبي لم يعترض أي ناد حتى الآن على قرار إغلاق كلي أو جزئي للملعب، أما التدابير المتخذة، فوصفت بأنها فارغة المحتوى.
وبالرغم من كون ريال مدريد لم يركن للصمت، بل قرر الذهاب إلى أبعد نقطة، عبر إقراره تقديم دعوى جديدة أمام النائب العام، كما سارت على نفس المنوال جمعية لاعبي كرة القدم في إسبانيا، وحركة مناهضة اللاتسامح، واصفة الإساءات التي تعرض لها المهاجم البرازيلي بأنها “جرائم كراهية وميز”، إلا أن صدى العنصرية في الملاعب الإسبانية في المواسم الأخيرة خيم على الملف الثلاثي لاحتضان مونديال 2030، كونه سيتلقى حملة من الانتقادات عبر العالم، فكيف يمكن لملاعب تعج بالعنصرية أن تحتضن تظاهرات عالمية يستوي فيها الجميع دون تمييز بين الجنس أو اللون.
وما يؤكد ذلك، هو تسلل الجدل إلى الحملة الانتخابية يوم 28 ماي، الذي أثار أيضا رد فعل الحكومة الإسبانية التي أدانت الحوادث التي جرت في ملعب ميستايا، إذ قال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز: “لا تسامح مع العنصرية في كرة القدم”، مؤكدا أن “الرياضة قائمة على قيم التسامح والاحترام”، وشدد على أن “الكراهية ومعاداة الأجانب لا مكان لها في كرتنا وفي مجتمعنا”، وهو ما عبر عنه نادي العاصمة عن “إدانته الشديدة للأحداث التي استهدفت لاعبنا فينيسيوس جونيور”، معتبرا أن “هذه الإساءات تشكل جريمة كراهية”.
ويرى العديد من المراقبين أن الشتائم العنصرية التي كان فينيسيوس ضحية لها، صفحة عار تنضاف إلى ما وقع سلفا في العديد من الملاعب مع لاعبين آخرين، غير أنها تستدعي، هذه المرة، وقفة حاسمة اعتبارا لخطورة الأحداث التي وقعت، مما دفع بالاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى دق جرس الإنذار، بعدما اعترف رئيس الهيئة بأن الكرة الإسبانية تواجه بالفعل “مشكلة عنصرية”.