حرمان سكان زاوية “تكرسيفت” بإقليم زاكورة من المياه بالتزامن مع الجفاف
زاكورة. الأسبوع
تعيش ساكنة زاوية “تكرسيفت” القريبة من مدينة زاكورة، وضعية خطيرة، بسبب الجفاف وموت الواحات، الشيء الذي دفع العشرات من الأسر لمغادرة المنطقة صوب بعض المدن بحثا عن لقمة العيش، بعدما تخلت عنهم جميع الجهات والقطاعات الحكومية المعنية، وتركت واحاتهم تموت دون إنعاشها بمياه الوديان التي تمر بالقرب منها.
وقد أتى الجفاف والتصحر على جزء كبير من واحات قبيلة “تكرسيفت” وخاصة واحة “فزواطة”، التي تساقط نخلها وتحول إلى حطب، لتصبح المنطقة خالية ومهجورة منذ سنوات، مما دفع بأصحابها للبحث عن مورد رزق آخر في جهات أخرى والانتقال إلى مراكش والدار البيضاء، بعدما أصبحت الواحات غير صالحة للإنتاج.
وقد بدأت المشكلة منذ تسعينات القرن الماضي وليست وليدة اليوم، فبعدما كانت واحة “فزواطة” وغيرها مكسية باللون الأخضر والمياه العذبة، تحولت إلى أرض قاحلة لا حياة فيها، حيث كانت أزيد من 100 أسرة تعيش من خيراتها، لتظل فقط حوالي 20 أسرة، مما يؤكد أن غالبية السكان قرروا الرحيل عن المنطقة بنسبة تفوق 80 في المائة.
وهذه الكارثة التي حلت بواحات زاوية “تكرسيفت” هي نموذج لما يعيشه سكان واحات أقاليم زاكورة، وطاطا، وتنغير، والراشيدية، وورزازات، والذين اضطر غالبيتهم للرحيل عن قراهم بحثا عن حياة أفضل، بسبب تعرض مناطقهم للتهميش والتفقير، وحرمانهم من مياه الأنهار والأحواض المائية والسدود، التي يستفيد منها المزارعون الكبار بينما سكان الواحات يجدون عراقيل وصعوبات من أجل الحصول على التراخيص أو تمكينهم من المياه لسقي واحاتهم، مما يبرز مساوئ مخطط “المغرب الأخضر” الذي ركز على منتجات زراعية تصديرية وأهمل زراعة النخيل، التي تعتبر حواجز طبيعية ضد التصحر وزحف الرمال.
وتنضاف مشكلة الماء الصالح للشرب إلى مشاكل الواحات، التي تعاني منها الأسر المتبقية في زاوية “تكرسيفت”، حيث أن حوالي 20 دوارا ومدشرا يحصلون على المياه من بئر واحد لا يكفي لتغطية الخصاص الذي تعاني منه ساكنة المنطقة، رغم أنها توجد بالقرب من نهر درعة أكبر الأنهار في المملكة.