الرباط يا حسرة

الرباط | كثرة الأعضاء وشح البرامج والمشاريع

مجالس الرباط بين الأمس واليوم

الرباط. الأسبوع

    يتساءل الرباطيون عن مردودية منتخبيهم مقابل الأموال التي يدفعونها لهم، وفي العاصمة “يا حسرة” حوالي 200 عضو انتخبوا اعتمادا على وعودهم الانتخابية، لكنهم انقلبوا عليها بدون أي حرج أو خجل من ناخبيهم بما لم يكن في برامج تلك الحملات الانتخابية.

وقد افتتح بعض المنتخبين مهامهم بالزيادة في تعويضات هي في حكم الأجور السمينة عن مهامهم غير المقننة بالحضور اليومي والمردودية الإيجابية التي تبرر الاستفادة من تلك التعويضات ومن السيارات مع إثبات استعمال الهواتف في مكالمات من أجل المصلحة، وذلك بالإدلاء بقوائم الأرقام المتصل بها، ونتائج الأسفار في مهمات خارج المملكة، وحصاد بعض ممثلي الجماعة والمقاطعات في المجالس الإدارية لمختلف المؤسسات التي لا نسمع عنها أي شيء وكأنها مرفق خاص يجني منه نواب الساكنة الممثلين فيه، “إتاوات” عن كل حضور دون مطالبتهم برفع تقارير عن مشاركتهم في تقرير عما يمس الرباطيين، سواء في النقل أو الصحة أو الماء والكهرباء أو المجازر والأسواق… إلخ، وغالبا ما يتم توزيع المناصب على الجميع وابتكرت أخرى كرؤساء الغرف ونوابهم، إضافة إلى رؤساء اللجان ونوابهم مع ضمان ما يتمتع به المتمتعون من امتيازات مادية ومعنوية.

وكل هذا الكم الهائل من المختارين شعبيا وحزبيا، لم يبرر إلا في السلبيات التي تعدت الممارسات التي “على بالكم” لترسو على أنظار القضاء، ليضيفوا إلى مسارهم الذي زاغ عن سكته الشعبية: النزاعات والمطاحنات، ظاهرها ليس كباطنها، والذي ربما “يتلألأ” ليكشف المستور ويفضح أسرار الصفقات من تحت الطاولات وعلى أضواء خافتة قد تسلط عليها المرافعات الأضواء الكاشفة.

فماذا لو وظفت هذه الطاحونة لطحن الكلام وتحويله إلى مشتل يزخر بكل أنواع مقترحات المشاريع البناءة، بمعدل مشروع من كل عضو وفي كل سنة مشروع من هذا المشتل متكامل الأركان، من دراسة وتصميم وطريقة التمويل وهدفه وجدول تنميته، وخطط متابعته وأفقه، و200 عضو في مجالس العاصمة بـ 200 مشروع كل سنة، بقرارات جماعية تخلد أسماء وصفات نوابنا المجتهدين في خدمة ناخبيهم وإعلاء سمعة العاصمة السياسية، بتأكيد منبتها السياسي مزينة بورود من أغصان عقول منتخبيها، فكم ستجني عاصمة الأنوار من أوراش طيلة مدة انتداب ممثليها؟ ورحم الله الرئيس بدر الدين السنوسي، الذي كان على رأس جماعة فقيرة في ذلك الوقت، هي مقاطعة اليوسفية الشاسعة الأطراف حتى هضاب عكراش وميزانيتها لا تتعدى 5 مليارات كل سنة من سنة 1983 إلى 1992، فحقق لها: القضاء على السكن الصفيحي في أكبر الدواوير بشارع كندافة وحي أبي رقراق ودواوير الدوم والمعاضيد، وشيد القاعة الرياضية المغطاة “ستيل العيساوي” ودار الشباب، وهو الذي شيد مقر الجماعة الحالي بشارع محمد بن الحسن الوزاني، ومركب مولاي الحسن، والمسبح البلدي المجاور، ونفق شارع تادلة، وغيرها من المشاريع، وبنفس العزيمة كان ينافسه رئيس جماعة يعقوب المنصور، المرحوم محمد بلافريج، ورئيس جماعة حسان الدكتور حمزة الكتاني أطال الله عمره، وكانوا بناة بطاقم إداري لا يتعدى 100 موظف وإمكانيات جد متواضعة في السيارات الجماعية بعشرة فقط، والحمد لله أن أنعم الله على العاصمة بالمشروع الملكي وإلا كنا أضحوكة أمام العالم.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى