تدخل عمالة شفشاون لفك العزلة عن الساكنة يسائل دور المجالس المنتخبة؟
الأسبوع. زهير البوحاطي
بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها العديد من المدن الشمالية، شهدت بعض الجماعات القروية التابعة لعمالة إقليم شفشاون، انهيارا وانجرافا للتربة، مما تسبب في انغلاق المسالك الطرقية في وجه الساكنة والتي استمرت لعدة أيام، دفعت عامل عمالة شفشاون إلى التدخل حيث أعطى تعليماته للمصالح المعنية من أجل الإسراع في القيام بدورهم وتوفير جرار لفك العزلة عن تلك الدواوير والجماعات بإزالة أكوام الأتربة التي عطلت مصالح السكان وتسببت في انقطاع التلاميذ عن دراستهم، وخاصة لما تعرضت الطريق الجهوية رقم 413 الرابطة بين جماعة ووزكان وباقي الاتجاهات، للانقطاع.
وقد انهارت العديد من المسالك الطرقية الغير معبدة وأدت الأمطار إلى انغلاقها في وجه الساكنة بالجماعة الترابية ووزكان، حيث أثرت الأمطار عليها وأتلفتها وجرفت تربتها إلى المسالك الطرقية العشوائية التي تم إنجازها من طرف الجماعات عبر مجموعة من البرامج الوطنية المبرمجة لفك العزلة.
ولقد تمت إزاحة الأطنان من الأتربة والصخور التي تدفقت من المنحدرات على جوانب هذه المسالك مخلفة ارتياحا كبيرا في صفوف الساكنة والعديد من الدواوير منها دوار أوكدة، أخريفن، وترمسلت، بومدور، بعدما حوصروا لعدة أيام.
واستغرب العديد من المواطنين حضور رئيس جماعة ووزكان لعملية إزالة الأتربة عن المسالك، والتي يرجع فضل رفعها للعامل رغم أن رئيس الجماعة عمد إلى أخذ صور يبدو فيها وهو يعطي تعليماته لسائق الجرافة وكأنه صاحب المبادرة.
وإذا كانت الأمطار الغزيرة قد تسببت في الإضرار بالعديد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون، مغرقة عشرات المنازل وتدميرها وإتلاف الحقول، إضافة إلى انقطاع الكهرباء وتوقف الدراسة وتعطيل مصالح الساكنة بسبب ما شهدته تلك المسالك الطرقية، ورغم قيام بعض الجماعات بما يسمح بفك العزلة عبر إزالة الأتربة عن هذه المسالك دون تعبيدها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبدعم من المجلس الإقليمي والجهوي من أجل تشييد بنية تحتية قوية، غير أن سياسات رؤساء الجماعات بالإقليم تحول دون ذلك بسبب تسرعهم واكتفائهم بإزالة التربة وتهييئ أرضية هذه المسالك الترابية دون الإسمنت أو المواد الصلبة.
هذا، وعرى تساقط الأمطار واقع المسالك الطرقية بالمنطقة، مما يقتضي من المجلس الجهوي للحسابات فتح ملفات ما تم تخصيصه لها من ميزانيات استهلكت في إطار البرنامج الاستعجالي لفك العزلة عن ساكنة العالم القروي، والتي لا زالت ضحية القصور السياسي والتدبير العشوائي للأوراش الإقليمية التي يروجون اسمها كأوراش تنموية.