مراد المنظري. الحسيمة
تسببت التساقطات المطرية التي كانت مصحوبة برعد وبرق والتي عرفتها مدينة الحسيمة مؤخرا، في حدوث سيول خلفت خسائر مادية متنوعة، حيث انهار جزء من شارع محمد الزرقطوني، واقتلعت السيول جزء كبيرا من الرصيف المؤدي إلى ميناء الحسيمة، كما أدت الأمطار إلى سقوط أعمدة كهربائية بالمنطقة ذاتها، وغمرت المياه العديد من الشوارع، ما حال دون السماح بمرور السيارات والمارة بسبب السيول الجارفة.
واستنكر العديد من المواطنين الذين التقطوا صورا للأضرار الجسيمة التي تسببت فيها الأمطار بالطريق المؤدي إلى ميناء الحسيمة، هشاشة البنى التحتية للمدينة رغم الاعتمادات الضخمة التي صرفت لتنفيذ مخططات التهيئة الحضرية، كما تحدث البعض عن عدم خضوع بعض الأوراش لمعايير الجودة والشروط التقنية اللازمة، ما جعل أغلب الشوارع تتحول إلى أودية وبرك مائية ومخلفات الأمطار من أحجار وأتربة بشاطئي كالابونيطا وكيمادو، وتدفقت مرة أخرى المياه العادمة من قنوات الصرف الصحي، بسبب وجود بالوعات تصريف المياه في وضعية سيئة لعدم صيانتها أو تجديدها.
وقد استنفرت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة السلطات الإقليمية المعنية، وتوجيه تعليمات للسلطات المحلية بالعمل على حماية الأرواح والممتلكات، والإشراف على سير عمل لجان اليقظة، والتنسيق بين المصالح المختصة وشركات النظافة المفوض لها، فضلا عن الاستعانة بعمال التعاون الوطني، والآليات والمعدات المستخدمة في تنقية البالوعات لتصريف مياه الأمطار.
وهكذا عادت الأمطار لتعري مرة أخرى هشاشة البنيات التحتية بالمدينة، وخطر البناء بالأحياء العشوائية التي يصعب تجهيزها ببنيات تحتية وفق المعايير المطلوبة، فضلا عن وجود قنوات تصريف مياه الأمطار مغلقة، لإهمال الصيانة الدورية والتنقية، ومشاكل انجراف التربة مما جعل الشوارع تتحول إلى وديان جارفة.