حديث العاصمة | قريبا.. الناجحون تائهون والراسبون مفقودون

بقلم: بوشعيب الإدريسي
كان بالإمكان تفادي وجع التفكير في مصير أزيد من مائة ألف تلميذ وطالب لو أن مجالس الجماعة والعمالة والجهة، الحارسة والمدافعة والمسيرة والمتصرفة في شؤون البلاد والعباد، بادرت في دوراتها الأخيرة إلى تفويض لجان الشؤون الاجتماعية والشباب والثقافة، للسهر على تتبع الحياة المدرسية لأبنائنا بطلب عروض من الأكاديمية الجهوية للتعليم والمديرية الإقليمية التابعة لها، تعرضان فيها الحالة الراهنة وجدول الامتحانات الإشهادية والتدابير المتخذة لمواجهة طوارئها وتوقعات نتائجها والاستعدادات المبرمجة لتذويب العقبات التي يمكن أن تنتصب أمام الطلبة والتلاميذ.
فلا مجلس اهتم بموضوع بالغ الحساسية في المجتمع الرباطي، الذي من يومه وهو يعد الأيام والليالي تحسبا لحلول “صراط” فلذات الأكباد، رغم أن هذا من واجبات من منحناهم أصواتنا والموكول إليهم تسيير شؤوننا من جهة، وحماية مصالحنا وضمان مستقبل ناشئتنا من جهة أخرى، بالاستفسار عن ماهية الاختبارات هل هي امتحانات تتيح النجاح لكل ممتحن نال المعدل المطلوب، أم هي مباريات لاجتياز عدد محدد ومحدود، وهذه مهمة أصحاب سلطاتنا لإخبار من يمثلوننا بواقع الأمر؟
ومن المعلوم وفي حكم المؤكد، أن آلاف المشاكل والمعيقات والتظلمات تكون مصاحبة لما قبل وبعد الامتحانات، وفي هذا الظرف العصيب، يجد الآباء والأمهات والأولياء أنفسهم بدون سند في التغلب على ما يصادفونه من عراقيل محتملة، وهذا السند القانوني هو المنتخبون المعززون بسلطات لا تعد ولا تحصى على الصعيدين الإقليمي وحتى الوطني مادام لهم ممثلوهم في البرلمان لطرح ما يشغل المواطنين على أنظار الحكومة، وستكون إهانة للمنتخبين المحليين في غياب المسؤولية، للانكباب على دراسة ومناقشة المستقبل الدراسي لأبنائنا الذين – بعد حوالي أسابيع – سيكون منهم ممتحنون ناجحون، وتائهون “ينقبون” عن طوق نجاة للالتحاق بسفينة تنقلهم إلى محطة موالية، كما سيكون منهم راسبون مفقودون ومعنوياتهم محطمة.
فلا الناجون ولا الغارقون سيجدون مسعفين ومرشدين وموجهين ومواسين ومنقذين من نوابهم الذين يتقاضون أجورا ويتمتعون بامتيازات ويتباهون باختصاصات لا حصر لها، ممنوحة من أولياء أمور المرشحين للغرق في بحر الامتحانات المقبلة.. بحر بدون حراس النجاة، اللهم إذا استدرك منتخبو العاصمة الثقافية “يا حسرة” ببرمجة اجتماعات طارئة لتفادي نسيان تلجيم غول الامتحانات بترسانة من الضوابط تشعر معها العائلات الرباطية بأنها فعلا مؤطرة من مدافعين كلفهم الدستور بتأطيرنا وتنظيمنا والدفاع عن أبنائنا.