لشكر يشيد بمناقب رجل القصر في الاتحاد الاشتراكي
الرباط. الأسبوع
نظم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم الثلاثاء 9 ماي، بالمكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، أربعينية وفاة عبد الواحد الراضي، رجل القصر في الاتحاد الاشتراكي.
وألقى إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، كلمة تأبينية في حق الراحل، قال فيها: “الفقيد عبد الواحد الراضي كان رجلا وطنيا مكافحا، ومناضلا تقدميا راهن على تطور المغرب، حيث كان مؤمنا بأن رياح المستقبل ستحمل معها نسائم الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية مهما كان المسار شاقا وطويلا، وكان قائدا سياسيا مخلصا للفكرة، والرفقة، والتربة، وفيا لانتمائه الاتحادي.”
وأضاف لشكر أن “الراضي كان شاهدا على مسار التحولات الكبرى التي عرفتها بلادنا، وفاعلا سياسيا ساهم مع رفاقه في جزء مهم من تاريخ المغرب المعاصر منذ مرحلة مناهضة الاستعمار الفرنسي ونيل الاستقلال، فالدم الذي سرى في عروق سي عبد الواحد، منبعه الدماء التي كانت تنعش جيل الحركة الوطنية، جيل القوة الفاعلة التي ساهمت في وضع أسس المغرب المتنوع والمتعدد”.
“لنا أن نتصور تأثير الملوك الثلاثة في شخصيةِ وطني مخلص تحمل مسؤوليتها السياسية بقي ذاكرة وطنية ثرية اختزنت في عمقها دفء العلاقات الإنسانية وسمو الانتماء السياسي، وشائج ظلت حاضرة في وعيه مع قادة تقاسم معهم نفس المبادئ والقيم: عبد الله إبراهيم، المهدي بنبركة، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمان اليوسفي..” يقول لشكر، قبل أن يضيف بأن “الراضي كان جزء ممن نسجوا رسالة من جيل إلى جيل وسقى شجرة الاتحاد لتبقى حية تغطي بظلالها على أخوات وإخوة يشتبكون تحتها من أجل النضال والحرية والمساواة.. فنادرا ما كنا نشعر بأنه قلق أو حزين أو يائس، كان مثال التفاؤل، عالما، متوازنا، وكان دوما العنوان البارز للرقي والتمسك بوطنه في الشدائد، ومناضلا أصيلا عاش حياة مليئة بالتضحيات”.
وأشاد لشكر بصلابة عميد البرلمانيين المغاربة في المنعرجات السياسية التي لم تزعزع صلابته، وفي المحطات الصعبة التي لم يندفع خلالها وراء الانفعالات والردود المتسرعة، ناهجا المنطق في التعاطي مع الأحداث بعيدا عن لغة الشعارات، منجذبا نحو المستقبل، مؤكدا أن الطاقة التي حركته تواقة للدفع بالمجتمع نحو التقدم والتطوير والتحديث، فالفقيد استطاع أن يؤسس لخطاب برلماني منسجم مهما كان الموقع الذي يحتله، في المعارضة أو في تدبير الشأن العام، خطاب برلماني مستميت في الدفاع عن مصلحة الوطن، وقضاياه الكبرى، وفي مقدمتها مغربية الصحراء.. هكذا تحدث إدريس لشكر في أربعينية رحيل شيخ البرلمانيين، عبد الواحد الراضي.