جهات

حديث العاصمة | هل يملأ الذكاء الاصطناعي “فراغ” المنتخبين ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    لو كان الذكاء الاصطناعي رجلا لحاربه ورثة المناصب والامتيازات، ولكنه فكر غير مرئي من صنع البشر الأذكى منه، العلماء الذين يجلهم ديننا الحنيف، لعطاءاتهم الفكرية وخدماتهم للإنسانية، فهم أنوار هذا الكون يضيئونه بمصابيح علومهم ويزينونه بابتكاراتهم، منها ابتكار الذكاء الاصطناعي الذي غير وسيغير العالم وسيمحو تسلط بعض العقول من استغلال ثرثرتها وخطاباتها للفوز بتدبير شؤون الرباطيين وتسيير مدينتهم وتحصيل الضرائب التي أرهقت جيوبهم.

ففي الأسبوع الذي ودعناه، عشنا على وقع مفاجآت فاجأنا بها الذكاء الاصطناعي: الأولى، إقدامه على إجراء عمليات جراحية جد معقدة أنقذ بها حياة من كانوا على وشك الموت، والثانية: قيادته لسياقة العربات بكفاءة عالية، ولا ندري موقف المشرع من هذا الابتكار مادام ذلك الذكاء مجرد شبح لا يشاهد ولا يلمس، بل يحسن الإنصات ويلبي ما يطلب منه صاحبه بدقة عالية، ويستحيل تعجيزه أو إهماله أو تنكره لأي طلب، فيساعد ويقترح البديل في حالة تعذر المطلوب، يعتذر، يلح، يوجه، يرشد، ويفعل بالفعل ليبرهن على وفائه، يحذر من أي عطب ميكانيكي قبل وقوعه بأسابيع فيساعد في تحديد مكانه وكيفية إصلاحه، ويرشد إلى محطات التزود بقطع الغيار البديلة.

وستكون لهذا الذكاء الاصطناعي في الشهور المقبلة أدوار رائدة في المنظومة الصحية العالمية بكل اختصاصاتها والتي سيحتضنها المستشفى العالمي ابن سينا في حلته الجديدة بـ 33 طابقا هو الأول من نوعه في القارة الإفريقية وبرج محمد السادس الشامخ بحوالي 53 طابقا، سينظمها ويرتب أمورها الذكاء الاصطناعي، الذي سيطرد العقول “المبرمجة” على المناصب والامتيازات وإهمال واجباتها واعتبار الناخبين مجرد سلالم ومصاعد للوصول بها إلى التحكم والحكم منها على مصائر حوالي مليون ساكن في العاصمة الثقافية للمملكة والعالمين الإسلامي والإفريقي، فلم يعد مقبولا فيها مجرد عقول تعمل لاغتنام الغنائم، بل تحتاج – وفي استطاعتها ذلك – إلى ذكاء بشري من فصيلة الأذكياء الذين صنعوا الذكاء الاصطناعي.

فلن ترضى العاصمة المرصعة بعدد من الألقاب المشرفة على الصعيد العالمي، أن تجثم على نهضتها التنموية عقول عادية وأكثر من عادية متعودة على “الالتصاق” بالكراسي المدرة للدخل والتمتع بالهبات المقدمة من ميزانيات الرباطيين، وفي هذا إنذار على تخلفهم وترحيب غير مباشر بتغييرهم، إن عاجلا أو آجلا، بالوفي الخدوم المناضل العبقري: الذكاء الاصطناعي، القادم إلينا على صهوة جواد ضعف بعض منتخبينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى