جهات

شبهات وغش في صفقات كلفت الملايير بالصويرة

حفيظ صادق. الصويرة

    تشوب معظم أشغال التهيئة بمدينة الصويرة عدة خروقات، والدليل هو رداءة الأشغال والمواد المستعملة، مما جعل العيوب تظهر قبل انتهاء الأشغال التي تجاوزت مدة إنجازها، فالغش الذي يظهر على المشاريع التي تم ويتم تنفيذها والذي بات ظاهرا للعيان وبشهادات حتى بعض العمال بالنسبة للتبليط، يبين أن الشركات المكلفة قفزت على دفاتر التحملات فقط من أجل المال.

إن نوعية الحجارة المستعملة لم تلق ترحيبا من أغلب الساكنة والزوار، حيث ظهرت عدة حفر وقتا قليلا بعد التزليج، وبالنسبة للمدينة القديمة، فإن جل ما تم تزليجه أعيد حفره أو صب الخرسانة عليه، ما جعل جودة التزليج محصورة فقط في الواجهة في غياب تام لتدخل الجهات المعنية من أجل تتبع مشاريع تأهيل البنية التحتية، وبالنسبة للإنارة، فتتميز بضعف جودة المصابيح التي تضيء على نفسها فقط، علما أنها مصنوعة من مواد لن تقاوم عوامل الرطوبة.

إن المشروع الحالي سبقته مشاريع مماثلة تصب في نفس الاتجاه، إذ كان الأول بشأن الفترة 2010-2014، وقد هم التأهيل الحضري للمدينة بتكلفة 432 مليون درهم، وتهيئة الحزام الأخضر بتكلفة 15 مليون درهم وحماية المدينة من الفيضانات بكلفة 12 مليون درهم، والثاني ما بين 2015 و2018، كلف 500 مليون درهم: 152 مليون درهم منها خُصصت لتأهيل شارع محمد السادس، وكورنيش المدينة والساحات المجاورة للسور، و185 مليون درهم لتأهيل وإعادة تهيئة المدينة العتيقة، و163 مليون درهم لتعزيز البنيات التحتية الأساسية وترميم المباني العتيقة وإعادة تأهيل الدور الآيلة للسقوط وعدد من فضاءات العبادة، وإعادة تهيئة حي الملاح، غير أن جزء مهما من هذه المشاريع مني بالانتكاسة بسبب الاختلالات التي رافقت عملية إنجازها، فبدلا من أن يؤدي الإصلاح إلى إنقاذ معالم المدينة القديمة، ساهم في تدهور بنيتها وإفساد معالمها، حيث انكشفت عيوبها المبكرة على أكثر من صعيد بسبب هشاشة البنى التحتية.

كما أن ترميم أسوار المدينة تعرضت للإفساد والتشويه بسبب عشوائية الأشغال وغياب المهنية والحرفية لدى القائمين على تدبير المشروع، إضافة إلى عدم إخضاع عملية الإصلاح للتتبع والمراقبة المستمرة، مما جعل الأشغال ناقصة وغير مكتملة، كما شابتها عدة خروقات نتيجة الاعتداء على السور التاريخي الذي تم تبليطه وإخفاء معالمه بمادة الإسمنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى