الوليدية. الأسبوع
توفي مؤخرا سائح ألماني داخل المركز الصحي بمدينة الوليدية، بسبب الإهمال وعدم تقديم الإسعافات الأولية له في وقتها، لا سيما عدم توفر قارورة الأوكسجين لإنقاذ حياته من الموت بعد إصابته بأزمة قلبية حادة مفاجئة.
وذكرت مصادر مطلعة، أن الضحية تم نقله في سيارة الإسعاف إلى المركز الصحي بالوليدية خلال وقت العمل الإداري، وبقي ينتظر وقتا طويلا لعدم وجود الطبيبة المداومة، حيث وجد المركز الصحي فارغا من الأطر الطبية إلا من عمال الحراسة، وبالتالي، فإن تأخر تقديم الإسعافات الأولية له وخاصة الأوكسجين بسبب صعوبة التنفس، عجل بوفاته مع العلم أن هذا السائح الألماني كان يسكن قيد حياته بالحي السياحي واعتنق الدين الإسلامي.
ولهذا، فإن المركز الصحي بالوليدية يعاني من عدة مشاكل تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المسؤولة والوصية من أجل إيجاد حلول لها، خاصة وأن الوليدية مدينة سياحية بامتياز وتعرف توافد مجموعة من السياح الأجانب والزوار المغاربة في فصل الصيف، منها قلة عدد الأطر الطبية، وقلة الأدوية الضرورية للعلاجات الأولية، ولاسيما الأدوية التي تحتاجها مصلحة المستعجلات، وأمصال التلقيح ضد داء السعار والسموم القاتلة، وعدم توفر سيارات إسعاف حديثة مجهزة بقارورات الأوكسجين، والأطر الطبية لنقل المصابين في أفضل الظروف، سواء إلى المركز الصحي المحلي، أو مستشفيات مدينة آسفي والجديدة.
لكل ما سبق، باتت الوظيفة السياحية لمدينة الوليدية تفرض على المجلس الجماعي الاهتمام بالمركز الصحي المحلي، وتخصيص اعتماد مالي له من أجل إصلاحه وإعادة تأهيله وتوفير التطبيب والأدوية للمواطنين والسياح الأجانب، علما أن المجلس عقد دورة استثنائية للمصادقة على مشروع اتفاقية بناء مستشفى القرب بخميس الزمامرة وتم تأجيلها إلى دورة ماي القادمة، بموجبها سيتم تخصيص 250 مليون سنتيم على مدى 3 سنوات للمساهمة في بناء هذا المشروع، رغم أن هذا المبلغ سينهك مالية الجماعية التي تعرف عجزا كبيرا، ولن تستفيد من خدماته ساكنة المدينة بحكم عامل البعد، وتفضيل المواطنين نقل مرضاهم إلى المدن المجاورة مثل آسفي والجديدة عوض مدينة الزمامرة.