رياضة | الإلتراس في المغرب.. الفتنة النائمة
الرباط. الأسبوع
بعدما كان الجميع يثني على الإلترات المغربية لما تقدمه من جمالية في مدرجات الملاعب الوطنية، بدأت مؤخرا تزيغ عن الطريق الذي أنشأت لأجله، لتحصد بذلك أرواح أبرياء لا ذنب لهم إلا حضورهم في المدرجات لمساندة فرقهم المفضلة.
فعقب كل مباراة تكون هناك أعمال شغب يذهب ضحيتها مشجعون أبرياء، ويسجن من يسجن دون إيجاد حل لهذه المعضلة التي أصبحت تعكر صفو البطولة الوطنية، ما يعني أن هناك أشخاصا يمتلكون جهاز “الريموت كونترول” أو التحكم عن بعد، هم من يوجهون المشجعين ويفرضون واجبات الانخراط من أجل تحقيق شرط الانتماء، يلزمونهم بشراء “البرودوي” قبل إعلان الولاء، ويصبح مطيعا لأوامر من يعتقد أنهم يوزعون صكوك حب النادي، وهذا يعني أن هناك فرقا مغربية لا تستفيد بشكل مباشر من دعم جماهيرها، لأن فئات عريضة منها تفضل المرور عبر نفق الإلتراس بدل أن يكون ولائها للنادي أو الفريق المفضل.
من جهة أخرى، هناك فصائل استطاعت أن تخلق الحدث في مناسبات عدة، بفعل حسن تنظيمها وتأطيرها للجماهير، وأشكالها الاحتفالية التي أبهرت العالم، لكن هناك أشياء كثيرة في هذا المكون الجماهيري تحتاج إلى غربلة كثير من أفكاره ومبادئه، لعل أولها، قبول الآخر والتعامل معه بشكل إنساني عوض اعتباره عدوا لابد من الدخول معه في حروب كلامية، تتطور على أرض الواقع لتخلف مآسي وأحداث مؤسفة، سرعان ما تخلف ضحايا في الأرواح وخسائر في الممتلكات.
في السياق ذاته، فبدل الحديث عن فتنة الإلتراس واعتبارها مذنبة، لا يجب نسيان فضلها على الكرة المغربية في كثير من المناسبات الرياضية، فالإلتراس ركزت على التحفيز الرياضي، لكن هناك من حولها إلى شبكات خارجة عن النص، فقبل أن تكون مشاغبة، هناك مسيرون رياضيون مشاغبون، وإعلاميون مشاغبون، وحكام مشاغبون، كل ما ذكر كان سببا في إيقاظ فتنة الإلتراس في المغرب، وجب معاقبتهم قبل كل شيء.