الإهمال والفوضى وغياب الأطباء بجهة الشمال.. ظاهرة تحتم تدخل وزير الصحة
الأسبوع. زهير البوحاطي
لم تعد المستشفيات الحكومية بجهة الشمال تقدم كثيرا من الخدمات للمواطنين، من الجراحة والعلاج وغيرها، الأمر الذي يضع وضع الصحة على المحك، لعدة أسباب، منها عدم استقبال المرضى وغياب الأطباء.
والبداية من مدينة طنجة، خلال الأسبوع الماضي، حيث تم رفض استقبال سيدة أوشكت على الولادة من طرف الممرضين بقسم الولادة بمستشفى محمد الخامس، بدعوى أن الوقت لازال على موعد الولادة، لكن لحظة خروج الحامل من باب المستشفى، وضعت مولودها بالحديقة، الأمر الذي دفع بهؤلاء المسؤولين بهذا القسم للإسراع وإدخالها إلى داخل المستشفى والتستر على الحادثة التي انتشرت على نطاق واسع مخلفة استنكارات وانتقادات للمشرفين على الوضع الصحي بطنجة.
وقبلها بأسابيع، فارقت طفلة الحياة بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، بعدما نقلت إليه من المستشفى الإقليمي بالمضيق إثر عملية جراحية لاستئصال اللوزتين، لكنها فقدت الرؤية والسمع وأصيبت بالشلل النصفي، الأمر الذي استدعى نقلها إلى مستشفى تطوان لتظل تحت رحمة العناية المركزة لأكثر من شهرين دون نقلها إلى المستشفيات الأكثر تطورا من ناحية الأطباء والمعدات، حيث فارقت الحياة يوم الأربعاء 8 مارس 2023، وبهذا تكون حكاية سلمى قد انتهت في انتظار التحقيق، الذي لم يفتح.
وفي نفس السياق، فقد أغلق المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان غرف الجراحة بسبب غياب جل الأطباء المتخصصين في الإنعاش والتخدير، بسبب إجازة طبية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق القلب النابض لهذا المستشفى، حسب العديد من المواطنين الذين يضطرون للتوجه بمرضاهم نحو المصحات الخاصة.
ويطالب العديد من المواطنين بجهة الشمال، الجهات المعنية، بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي بالمنطقة، وفتح المستوصفات التي تم إغلاقها وكانت الملجأ الوحيد للعديد من سكان الأحياء الشعبية، ليظل السؤال المطروح على وزارة الصحة: متى تتدخل لوقف هذا العبث بحياة المواطنين وفتح تحقيق في غياب الأطباء، خصوصا وأن بعضهم يقدمون شواهد طبية من أجل الالتحاق بالمصحات والعيادات الخاصة ؟