كواليس جهوية

انتشار خطير لأطفال الشوارع‎‎ في البيضاء

الدار البيضاء. الأسبوع

    تشهد الدار البيضاء تواجد عدد كبير من الأطفال المتخلى عنهم الذين تتقاذفهم شوارع المدينة، وعليهم مظاهر البؤس والحرمان، يبيتون في محطات القطار والحافلات ومواقف السيارات والشاحنات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء معرضين لكل الأخطار، وخاصة الاغتصاب والأمراض، وكثير من هؤلاء الأطفال يتعاطون تدخين المخدرات ويستهلكون الكحول و”السيلسيون”..

إن أطفال الشوارع في حاجة إلى العناية والاهتمام، إلا أن الوزارة المكلفة بحماية الطفولة يبدو أنها خارج التغطية، في ظل وجود أطفال يتسولون ويسرقون، ليكون السجن مصيرهم.. لذلك، لا بد أن تعمل الدولة على توفير الحماية لهاته الفئة من المجتمع، من خلال توفير الوسائل الكفيلة لضمان حماية الأطفال من الجنوح والانحراف، فغالبا ما ينشأ هؤلاء في ظل جو مشحون باللامبالاة والإهمال.

فظاهرة تشرد أطفال قاصرين مرده إلى تقهقر التعليم، الذي باتت مناهجه تنفر التلاميذ، وبالتالي الهدر المدرسي، حيث يجد الطفل ملاذه في الشارع، وكذا عدم تحمل الأسرة لكامل مسؤولياتها تجاه أبنائها، حيث نجد رب الأسرة غائبا عن البيت طوال الوقت، وهناك بعض الآباء لا يعرفون حتى المستوى التعليمي لأبنائهم، حيث تجد الأب يجلس ساعات في المقهى ولا يجلس دقائق مع أبنائه من أجل الاطلاع على مستواهم الدراسي، والأب يرمي بالمسؤولية على الأم والأم ترمي بها على الأب وهنا تنفلت الأمور، فيحتضن الشارع هؤلاء الصغار، ومن تم يدخلون عالم التسول والسرقة، هذا وغيره من الأسباب التي تقذف بهؤلاء إلى عالم المجهول، لهذا لا بد أن تعمل الدولة على الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع قبل أن يتحولوا إلى مجرمين يشكلون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع، ينتقمون من الكل دون تمييز لأن الكل تخلى عنهم.

تتمة المقال بعد الإعلان

لا بد من وضع مقاربة يشارك فيها كل المعنيين بالطفولة والغيورين، لتفادي الأسباب التي تؤدي إلى جنوح الأطفال، كما على وسائل الإعلام إعداد برامج إذاعية وتلفزية تثير المشاكل التي تواجه الآباء في تربية أطفالهم، كما يجب تكوين مرشدين اجتماعيين تكون لهم القدرة والكفاءة التربوية والعلمية للبت في مشاكل هذه الأسر واقتراح حلول مناسبة لهم لضمان استمرار ديمومة الدفء في العلاقة بين أفرادها، كما على الدولة أن تقوم بواجبها من خلال توفير شروط الصحة والسلامة النفسية والجسدية لأطفال الشوارع، فنحن نعرف أن المغرب صادق على قانون منع تشغيل الأطفال، لكن المهم هو الاهتمام بهم حتى لا نرى شبابا حاقدا على البلاد والعباد.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى