الرباط يا حسرة

حديث العاصمة | حي المحيط الإفريقي

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    في عاصمة المملكة، المدينة الروحية للديانات السماوية والعامرة بالمساجد والكنائس وبيعة كبيرة يتعبد فيها اليهود، مقاطعة حسان، التي يجمع ترابها كل هذه الأماكن الدينية، كما تضم أحياء بشوارع تحمل أسماء عواصم ومدن عربية وأوروبية وإفريقية، في حي المحيط الذي يقع على الساحل الإفريقي، كل شوارعه وأزقته مسماة على دول ومدن القارة السمراء في جزئها الأكبر، أما الأصغر ففي منطقة الضريح الشريف، وبساحة الوحدة الإفريقية، ومنها تفرعت شوارع تونس ومدنها والجزائر ومدنها ومصر ومدنها، ومنها إلى حي المحيط الذي ينبغي تصحيحه بتسمية “حي المحيط الإفريقي”، لموقعه الممتاز على المحيط الأطلسي الإفريقي الذي يصل إلى دول إفريقية.

وفي نفس المقاطعة على بعد أمتار فقط من حي المحيط الإفريقي، زاوية مشهورة بالطريقة التيجانية ولها أتباع في عدة أقطار من قارتنا ويحجون إليها بالآلاف للتعبد، مما يضفي على هذه المقاطعة الأنوار الربانية الساطعة على بيوت الله والتي يقصدها مؤمنون قانتون خاشعون يمارسون طقوسهم في أمن وأمان بضمان من أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين، والراعي لحرمة الديانات في إمارتها الوحيدة على مدخل إفريقيا من القارة الأوروبية.

ونعود إلى “الحي الإفريقي” الذي ظل مرتبطا باسم حي المحيط، فلقد تأسس سنة 1920 ليكون امتدادا للحي الأندلسي: المدينة العتيقة، ولكن بهندسة مخالفة لتصاميم ذلك الحي داخل الأسوار واسم يحدد منطقة معينة دون أن يؤكده قرار جماعي، بل شاع بين الرباطيين منذ عقود نظرا لجواره لما كان يعرف بالمحيط الأطلسي الكبير، وقد حان الوقت لينتمي إلى أصله ونسبه التاريخي: “حي المحيط الإفريقي” بمقرر جماعي بناء على اقتراح من مجلس مقاطعة حسان، هذه المقاطعة التي كانت إلى حدود التسعينات هي الجماعة الأولى في ترتيب الجماعات المغربية، وكانت في ذلك الوقت إضافة إلى احتضانها مقر البرلمان والوزارات والضريح الشريف ومدينة العرفان بكل مؤسساتها، تشرف على حي أكدال وكلياته… إلخ، وأحدثت مقاطعة جديدة سنة 1992 تكونت من حي أكدال وحي الرياض لتصبح مقاطعة أكدال-الرياض، ولتتقلص بذلك مساحة مقاطعة حسان إلى حوالي 7 كلم²، مما يساعدنا على الارتقاء بأحيائها الحالية إلى المكانة اللائقة بها، اعتبارا لتاريخها وتراثها العريق.  

تتمة المقال بعد الإعلان

النشرة الإخبارية

اشترك الآن للتوصل كل مساء بأهم مقالات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى