الجيش الملكي: من فريق نموذجي ومثالي إلى فريق مغلوب على أمره
استشاط الجنرال المختار مصمم الرئيس المنتدب لفريق الجيش الملكي، غضبا، بعد أن وصل إلى علمه التلاعبات الخطيرة في صفقات العديد من اللاعبين الذين انتدبهم الفريق بمبالغ ضخمة.
الفريق العسكري عودنا خلال المواسم الأخيرة على صرف أموال كثيرة مقابل جلب لاعبين عاديين لم يقدموا الإضافة المرجوة للفريق.
إذا عدنا بذاكرتنا إلى الوراء لسبر أغوار هذا الفريق الذي كان نموذجا ومثالا يحتذى به، سنتأسف على الحالة المزرية التي يمر منها حاليا.
فريق كان يعتبر العمود الفقري للمنتخب الوطني، منذ نهاية الخمسينيات فترة تأسيسه، فريق كان يضم الحارس العملاق علال الذي قهر الألمان خلال مونديال 1970، كما كان يتوفر على خيرة اللاعبين: المختطف، وعمار، وعبد الله باخا، والفاضلي في الدفاع، وزناية، وباموس، وصالح، وكرداسة في الوسط، وعبد القادر الخياطي، ومولاي إدريس، وملاكا والغزواني وآخرون في الهجوم.
هذا الجيل فاز بالعديد من الألقاب والبطولات، وحافظ على هيبة الفريق، ليمر بعد ذلك بفترة فراغ لم تطل، ليظهر جيل جديد بقيادة صاحب الكرة الذهبية محمد التيمومي، ودحان، ولغريسي، ولمريس، وهيدامو، وبودراع، وحليم، واحميد، ولبرازي، والقائمة طويلة، هذا الجيل الذهبي هو الآخر فاز بكل الألقاب بما فيها كأس إفريقيا للأندية البطلة، دون أن ننسى العديد من اللاعبين المرموقين الذين تألقوا بعد هذا الجيل، كعبد الكريم الحضريوي، محسن بوهلال، الصمدي، فولوح، الشمامي…
أين نحن يا ترى من هذه الكوكبة من النجوم التي تألقت وأبدعت وأعطت الشيء الكثير للفريق العسكري مقابل الحصول على عمل بسيط داخل سلك الجندية، وبدون حصوله على منحة التوقيع، أو استفادته من المبالغ الباهضة التي يصرفها الفريق حاليا؟
فريق الجيش الملكي يتوفر حاليا على أكبر مركز تكوين في إفريقيا، المتواجد بضواحي سلا، أكبر مركز لم يستطع المشرفون عليه استغلاله في البحث عن المواهب لتعزيز الفريق الأول.
فإذا كان المسؤولون عن الفريق لم يبخلوا يوما في تشجيع اللاعبين والأطر التقنية، ماديا ومعنويا، فإن مسؤولية تدني الفريق ترجع إلى كل الأطر التي لا تستحق تحمل المسؤولية داخل هذا الفريق المرجعي.
فريق الجيش الملكي لم يعد ذلك الفريق القوي والعتيد بل أصبح فريقا عاديا مغلوبا على أمره، بالرغم من الميزانية الضخمة التي يتوفر عليها.
فريق أصبح قبلة للسماسرة الذين استفادوا كثيرا بمعية بعض الأشخاص المحسوبين عليه والذين حولوه إلى بضاعة يتاجرون فيها بدون حسيب ولا رقيب.
نتمنى أن تعاد لهذا الفريق هيبته المعروفة عليه محليا ودوليا، وذلك بإبعاد كل السماسرة والدخلاء، والضرب بقوة على كل من سولت له نفسه المس بسمعته وبتاريخه التليد.