جهات

في رمضان.. الرباطيون بدون تأطير من “جيش” المنتخبين

الرباط. الأسبوع

    شهر رمضان المقبل أول رمضان للمنتخبين الحاليين بدون إجراءات احترازية تقيد حركات الرباطيين، منها الفوز بالصلوات في بيوت الله بعدما حرموا منها لعامين بأسباب الجائحة لا أعادها الله إلى البشرية، وكنا ننتظر من المكلفين بالتأطير والتنظيم ذوي الصفتين الحزبية والانتخابية في مجالس العاصمة، التميز بتحضير برامج خاصة تعوض الرباطيين فراغ سنتين من الاحتفاء بأجواء رمضان وهم الذين تحت تصرفهم وفي خدمتهم إمكانيات بشرية ومادية هائلة لإسعاد الناس طيلة شهر الرحمة والمغفرة، وأملنا استدراك الموقف بوضع خطة تهدف إلى تمتيع الصائمين وذويهم بأنشطة موازية تمتص تعب نهارهم وتنعش أنفاسهم ليلا، ونحن مبهورون بكيفية تدبير طقوس رمضان في العواصم الإسلامية، ونستدل هنا بأخت الرباط، العاصمة القاهرة، التي يتحول حيها العتيق خان خليلي إلى مدينة روحية كل ما فيها ينطق بـ”مرحبا رمضان”، حيث الأضواء الملونة والفضاءات العامرة بنظام وانتظام بكل حاجيات الصيام، وتتزين بالفوانيس المزخرفة وبهتاف الصبيان مرحبين مبتهجين مرددين: أهلا برمضان، وكل عاصمة لها عاداتها وتقاليدها ومنتخبوها الساهرون على إحيائها للفوز برضى ناخبيها.

أما في عاصمة الثقافة والتراث الإنساني، فقد كثرت فيها المجالس التي استفادت من الميزانيات وحصلت على الامتيازات وأغرقتنا بنفقات التسيير وبعض أعضائها منصبون على تدبير شؤون أعضائها وموظفيهم، أما أمور الرباطيين وصيامهم وأعيادهم وتقاليدهم، فربما تعتقد أنها تحتاج إلى شركات تفوض لها إنعاش تراث المدينة وقد تكون في ملكية بعض منتسبيها.

وفي العاصمة ضريح شريف وقد وقفنا على اهتمام ورعاية العاصمة القاهرة لضريح شريف في قلب حي خان خليلي، وانتابتنا الغيرة من الأجواء الربانية التي أحاط به المكلفون ذلك الضريح، لعل منتخبينا يستفيدون من درس القاهرة في رمضان، على الأقل في محيط الضريح الشريف، ضريح محمد الخامس الذي تمتلئ فضاءاته الخارجية بالمصلين الخاشعين المتعبدين في ليالي رمضان، والوافدين إليه من مختلف الأحياء الرباطية ومن المدن القريبة، فإذا كانت الرباط مدينة للأنوار في الأيام العادية، فينبغي إضافة شعاع رمضان المعظم لهذه الأنوار وفي كل المقاطعات، أما إذا عززت ببرامج من مجالسنا بعد صلاة العشاء والتراويح، فستكون بالفعل مسؤولة عن إسعاد سكان العاصمة الثقافية، وكم سنتباهى بها، أي بالمجالس، إذا أصدرت بلاغات رسمية تخبرنا ومعنا العالم الإسلامي ما دامت هي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، بأنها قررت جعل رمضان هذه السنة احتفائيا بكل ما لديها من إمكانيات حتى إذا تطلب الأمر المشاركة بتمويل شخصي لأعضائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى