“حليب جرسيف” فسد قبل أن ينضج
الأسبوع. زجال بلقاسم
بعدما استبشرت ساكنة جرسيف خيرا بانطلاق عمل وحدة إنتاج وتثمين مادة الحليب، حتى بدأت ملامح العشوائية في التسيير تطفو على السطح، مما دفع المستخدمين والمنتجين إلى المطالبة برفع الحيف والضرر عنهم، بسبب مشاكل تسييرية عديدة.
وتتمثل الوضعية الحرجة لوحدة إنتاج الحليب “حليب جرسيف”، كونها أصبحت تعاني من سوء التدبير والمزاجية في التسيير، مما جعل حلم “حليب جرسيف” بمثابة كابوس يقض مضاجع الفلاحين ومنخرطي تعاونيات الحليب بالإقليم رغم مرور مدة وجيزة على إعطاء انطلاق الأشغال بهذا المشروع الهام.
هذا التخبط في التدبير والتسيير، شكل موضوع احتجاجات الفلاحين المنتجين للحليب، بعد تأخر الوحدة في تسليم الفلاحين مستحقاتهم العالقة، مما جعل البعض منهم مهددا بالسجن بسبب الشيكات، كما شكلت موضوع احتجاجات المستخدمين، للغرض نفسه، بعد تأخر توصلهم بمستحقاتهم للأشهر الماضية.
وقد دقت فعاليات مدنية ناقوس الخطر، بأنه في حالة استمرار الوضع على هذه الوتيرة، فستكون له انعكاسات اجتماعية وأمنية غير محمودة العواقب، خاصة بعد احتجاج التعاونيات والفلاحين القادمين من جماعات قروية بعيدة أمام هذه الوحدة، الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من طرف الوزارة لإنقاذ هذا المشروع الكبير الذي كلف حوالي 7 مليار سنتيم، أسهمت فيه جل تعاونيات الحليب بعشرات الملايين، وتتساءل اليوم عن مصير أموال بيع الحليب وبعض مشتقاته لأزيد من 6 أشهر عن انطلاق المشروع.