جهات

من العاصمة الرباط إلى العاصمة الرياض

الرباط. الأسبوع

 

    في الوقت المناسب انتفض العرب لكرامتهم وشهامة أجيالهم بعدما اتهموا بالإرهاب والتطرف والتخلف وممارسة القهر على شعوبهم، إلى ما لا نهاية من التهم الجاهزة والمفبركة من طرف الجهات التي تجثم على ثرواتهم، وكلما رفعوا رؤوسهم للانعتاق من “وصاية مفروضة” من تلك الجهات إلا وتدور آلة “حقوق الإنسان” ويلتقطها أتباعها في عين المكان، وهم مدربون على “تسويقها” للضغط والتهديد بإثارة الفوضى والفتنة، وبث الإشاعات، وهي تحذيرات من الذين تحرجهم صحوة شعوب قادت العالم في قرون سابقة، شعوب في الآونة الأخيرة ظهرت في غفلة من الذين نصبوا أنفسهم أوصياء عليهم، فكان الشعب المغربي بدمائه العربية الأمازيغية أول من فاجأ العالم برقيه وحضارته وحريته وإمكانياته وجماهيره الرياضية وما أكثرها وقد دأبت على التنقل لمختلف ملاعب المنافسات الرياضية، لتشجيع ونصرة الراية الوطنية وترديد شعار المملكة في ملاعب كرة القدم بحضور نخب العالم، وكان آخر ظهور للجمهور المغربي بشكل مبهر للغاية، في كأس العالم بقطر، وهذه المرة لا نجانب الصواب إذا أكدنا بأن مسانديه حضوريا هناك فاق أمثالهم من المعمور باستثناء الأرجنتين، والذين سجل عليهم التاريخ انضباطهم وروحهم الرياضية والتزامهم التام باحترام الآخر، وجاء تنظيم كأس العالم للأندية على أرض المملكة للمرة الثالثة، ليمنح لها تأشيرة عالمية لدخول فضاء البلدان العظمى في التنظيم والاستقبال والاحترام والأمن والأمان بصفر حدث ضايق أو عكر صفو أجواء ضيوفه من كل بقاع الدنيا، وقد اكتشفت هذه الدنيا مملكة هي بوابة إفريقيا، تشرف قارتها السمراء وتحرسها وتدافع عن أمنها وتضمن لها ما تحتاجه من مواد لتطوير فلاحتها وتمثلها إزاء جيران ما وراء البحار أحسن تمثيل وقد لمست ذلك في جانب الرياضة.

وها هي جوهرة الخليج العاصمة الرياض، بكل ما فيها ومن فيها تستعد بعد شهور لاحتضان كأس العالم للأندية في كرة القدم، وقبلها تحتضن ثلاث مدن سعودية كأس العرب للأندية، وقد سبقتها الرباط في احتضان مباراة النهاية للنسخة السابقة، وباختصار، إنها ثورة انتصاب رؤوس العرب عاليا، ومناسبة لتأكيد وجودها حرة ذات سيادة وانتمائها إلى الأقطار المؤمنة بالتعايش والتسامح، المتشبثة بقيمها الدينية والأخلاقية ومقدساتها، فبعد إمارة قطر التي فتحت أبوابها إلى العالم ليشهد على سمو إنسانها وتقدمها وسماحة أهلها وذكاء خدامها واستتباب أمنها ورفاهية شعبها وبراعة تنظيم كأس العالم، استضافت مملكتنا إقامة المونديالتو فأبهرت المعمور بدقة تفاصيل ترتيباته وراعت حتى أحزان تركيا وسوريا، فحذفت من حفله فقرات الغناء والرقص، ووقف العالم مندهشا من التنظيم والأمن والضيافة وراحة الضيوف بالرغم من أبواق التشويش المعتادة في كل مناسبة تنافس فيها المحتكرين لمثل هذه التظاهرات لمنعنا من إبراز قدراتنا والتي تأكدت بأنها تفوقهم، وها هي المملكة العربية السعودية تتسلم مشعل استئناف مسيرات العرب للانتفاضة على مؤامرة التهميش، فأعلنت بكل فخر أن الرياض ستكون بعد الرباط مقرا لاستضافه كأس العرب والمونديالتو المقبلين في نفس السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى