جهات

الرباط | “ديكور” ديمقراطي أم للنهوض بالإشعاع الرياضي ؟

اللجان الجماعية الرياضية

الرباط. الأسبوع

    نعيش حاليا في حقبة أبانت فيها الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، عن شعبيتها وتأثيرها في القرارات الدولية، فهي السعادة الممنوحة للشعب بديلا عن التعاسة التي تنتجها السياسة لهذا الشعب ومنها اللجان الجماعية الرياضية المنتشرة في كل المجالس والمؤطرة برؤسائها ونوابهم المستفيدين من امتيازات مادية وعينية.. لجان وإن كانت رياضية، فهي مسيرة من طرف سياسيين حزبيين منتخبين، ولكنها “تسير” وكأنها ولدت بعاهة منعتها من “التحرك”، وحتى إذا تحركت في أوقات معينة ومدروسة، فللقيام بتوزيع كرات وشبكات وبدلات رياضية وصافرات وقبعات… إلخ، وهنا تكون المفاوضات الداخلية رتبت لهذا التوزيع، ولا دخل لنا في كواليسها، فيكفي أن السياسة قد تكون حاضرة ومهيمنة عليها للإعلان عن انحراف الهدف الرياضي.

فاللجان الرياضية هي أداة للنهوض بالإشعاع الرياضي بكل أصنافه وليس فقط بكرة القدم في الأحياء، لذلك يمكن أن تتكلف بذلك نفس اللجان المقاطعاتية، أما الجماعية والإقليمية والجهوية، فينبغي أن تهتم بسن مخططات تتناول كيفية إيصال الرسالة الرباطية إلى داخل المملكة وإلى القارة الإفريقية، بتنظيم لقاءات بين فرق من المدن الكبرى داخليا والعواصم إفريقيا، وابتداء من هذه السنة وبعدما شاع في كل أرجاء العالم التطور المشرف لكرة القدم المغربية وبعد ما زكاه الشعب المغربي بالاستقبال التاريخي للمنتخب الوطني الذي أبهر الدنيا بما حققه في كأس العالم، وبما خص به هذا الشعب من حفاوة وترحيب وتشجيع للفرق المشاركة في المونديالتو هنا في العاصمة، فلم يعد من حق مجالسها أن تنسب إليها لجانا مكلفة بالرياضة دون تحديد أهدافها حسب مستوى تمثيلية كل مجلس، فالرياضة اليوم أضحت دبلوماسية جد مؤثرة ليس في كرة القدم فقط، ولكن في العدو الريفي والسباحة وكرة المضرب وكرة اليد وغيرها، فهل لجاننا تهتم بها؟ بل هل لها علم بوجودها؟ ويؤسفنا أن نلاحظ عليها أن لا رابط يربطها بالرياضة، يمكن أنها تقوم بعملية إهداء معدات وتجهيزات تستعمل في بعض الممارسات المحسوبة على الرياضة فقط، في حين هي لتطوير وتقريب المنظومة كاملة للساكنة، وتفعيل أهدافها وجعلها أداة للتواصل مع الآخر: محليا ووطنيا وإفريقيا، واعتبارها سعادة حقيقية تقدمها إلى الرباطيين.

تتمة المقال بعد الإعلان

ومرة أخرى نأسف لكون مجالس العاصمة “يا حسرة” ربما لا علم لها بالتوجه الذي تبنته المملكة في احتضان جل المسابقات الرياضية العالمية القادمة بعدما برهنت عن كفاءاتها العالية وإمكانياتها البشرية والمادية في التنظيم والأمن والأمان وجودة الملاعب، إلا لجان الرياضة في المجالس، التي تكلف الرباطيين نفقات باهظة ولا تقدم لهم مقابلها، حتى أنها صارت مجرد ديكور للاستهلاك الانتخابي يزين صورة السياسيين الحزبيين وكأنهم يهتمون بالرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى