وسائل نقل العمال بجهة الشمال تتحول إلى آلات لحصد الأرواح
الأسبوع. زهير البوحاطي
أصبحت مدن الشمال أكثر المناطق التي تشهد حوادث سير مميتة، أبطالها سائقو وسائل نقل العمال، وقد سجلت طنجة أعلى رقم في هذه الحوادث التي أودت بحياة العشرات من المواطنين الذين كانوا ضحية تهور هؤلاء السائقين، حيث تعرف شوارع المدينة سباقات على الطرقات للقيام بأكثر رحلات لنقل العمال والمستخدمين إلى المصانع المتعاقدة مع أصحاب وسائل النقل، إذ كل ما زاد السائق في عدد رحلاته كلما زاد راتبه، كما أن بعضهم يشتغلون بدوام كامل مما يعرضهم للعياء والإرهاق، وبالتالي، السياقة بدون تركيز وغياب المسؤولية، معرضين حياة المستخدمين والأشخاص الذين يستعملون الطرق لخطر الموت.
ورغم أن السلطات الولائية بطنجة سبق لها أن أصدرت قانونا يمنع منح الترخيص للشركات لنقل السياح والمستخدمين سنة 2019، وذلك عقب حوادث سير مميتة بسبب تهور سائقي الحافلات واستهتارهم بحياة المواطنين، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن قرارها بعد اجتماعها مع ممثلي قطاع النقل، حيث وضعت شروطا من ضمنها منح ترخيص نقل الأشخاص للشركة ذات الأقدمية، التي أنشئت قبل سنة 2019، دون وضع شروط خاصة، كتشغيل سائقين مهنيين ذوي خبرة وتتوفر فيهم المهارات والمؤهلات لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث التي هي في تزايد يوما بعد يوم.
وفي نفس السياق، فقد شهدت مدينة تطوان مؤخرا، انقلاب حافلة لنقل المستخدمين بمنطقة “رياض صوفيا” بالمدخل الغربي لجماعة مارتيل، كانت تقل 49 عاملة بالمنطقة الصناعية التابعة لعمالة إقليم تطوان، حيث تم توزيع المصابين على مستشفى “سانية الرمل” بتطوان ومستشفى محمد الخامس بالمضيق من أجل تلقي العلاج وإخضاع البعض منهن لعمليات جراحية، فيما تقول بعض المصادر، أنه سجلت حالة وفاة واحدة.
هذا، وتطالب البعض من ساكنة الشمال الجهات المعنية، بالتدخل العاجل لوقف نزيف هذه الحوادث حفاظا على صحة وسلامة المستخدمين ومستعملي الطرق، الذين يذهبون ضحية استهتار هؤلاء السائقين.