جهات

الدواب بسلا والقلوب القاسية

مالكي علوي مولاي الصديق. سلا

    اتخذ عدد من المواطنين الأحصنة والبغال والحمير كوسيلة عيش لكسب الرزق، ولا عيب في ذلك ما دامت الحياة أصبحت قاسية وما دامت الهجرة عملت عملها، حيث ترك سكان البادية منازلهم مكرهين، وذلك لانعدام وسائل العيش الضرورية لديهم، حيث يجد المغربي البدوي المدرسة بعيدة والمستشفى بعيدا والمحكمة بعيدة والسوق بعيدا..

والأدهى من ذلك والأمر، أن المواطن لا يجد الماء والإنارة والشغل، وكل هذه العوامل تجعله يغادر مسقط رأسه ويهاجر إلى المدينة لعله يجد فيها ما يتمناه فماذا يعمل والحالة هذه، فليست له حرفة لكي يشتغل، وليست هناك معامل تستقطبه، لذلك يلجأ بعض الشباب إلى فرس أو بغل أو حمار يستغله لحمل الأمتعة.

فلا عيب في ذلك، ولكن العيب كل العيب هو أن المستعملين لهاته الدواب يعاملونها معاملة قاسية بالضرب المبرح لكي تسرع، ويحملونها أكثر مما تطيق، بل هناك من يستخدمها طيلة النهار وحتى في الليل وهي تجوب الأزقة والشوارع، فلو كانت تتكلم لاشتكت إلى الله أو لمستعملها مما أصابها من ضرر.

في النظم الإسلامية، كان هناك ما يعرف بالمحتسب، وكانت له مهمات كثيرة، منها: مراقبة من يستعمل هاته الحيوانات، سواء بالنسبة للضرب أو بتحميلها ما لا تطيق، وكان المحتسب يعاقبه بما يتطلبه الفعل، وبينما غاب المحتسب في زماننا، فعلى من يتولى الشأن المحلي في المدينة، أن يتدخل لحماية هاته الحيوانات من هؤلاء القساة، لأن الإسلام أوصانا بالرفق بالحيوان كيفما كان، وقصة القطة معروفة مع المرأة التي حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فقد حكم صلى الله عليه وسلم على المرأة بأنها تدخل النار كما جاء في السيرة النبوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى