جهات

ثروات الرباطيين في مهب الريح

متى يرفع عنها "فيتو" النافذين؟

الرباط. الأسبوع

    إنها ثروات جامدة، مهملة ومنسية، لا لشيء إلا لمحدودية وربما لجهل منتخبينا بقيمتها، أو للهروب من “صداع” الاجتهاد في توظيفها لاستثمار اقتصادها من أجل تنمية مداخيل الميزانية الجماعية، وسنتوقف بكم عند نقطة واحدة من شارع الحسن الثاني على مسافة 200 متر فقط، لتكتشفوا هذه الثروة الجماعية في منطقة تصنف أراضيها بأنها من ذهب، لأنها منطقة صناعية بامتياز، غير أن صورتها تخدشها أطلال بنايات متلاشية مهجورة لـ”المرحومة” الوكالة الجماعية الحضرية للنقل الحضري، التي تتربع على عدة هكتارات وتطل على 4 واجهات، مما يؤهلها لأن تصبح مشاريع فائقة الرواج الاقتصادي والصناعي العالمي، وقد تحتضن على الأقل 50 وحدة صناعية، فبكم تقدرون مردوديتها المالية للجماعة؟

لا تتسرعوا حتى نحصي معا الباقي في تلك الرقعة، فبالله عليكم هل في العالم أجمع مرفق إداري جماعي بين الشركات الصناعية؟ إنه مقر مقاطعة أكدال الرياض وأمامه طريق وكأنه سيار، وخلفه سكة القطار وبجانبيه مؤسسات الصناعة والتجارة، وبذلك فهو محصن من “صداع” الرباطيين، وغير بعيد عن المقر والأطلال، توجد “الرحبة”، أي سوق الحبوب الذي لا محل له هناك، والمشتل التابع للجماعة وسط الحي النابض بالحركة المالية، يزود مصلحة الأغراس ببعض النباتات التي أخطأت الموقع، وفي صفها مصلحة الحفلات بأعمدتها وخيامها وأفرشتها، وهي الأخرى جماعية في منطقة صناعية تشغل العاطلين وتنمي الاقتصاد المحلي، وتزين بهندسة معمارها الشارع.

وبعد هذا الجرد، تعالوا ننتقل إلى الجانب الآخر من هذا الشارع، الذي انضاف إليه “مشروع خربة” ليلتحق بمجمع “خربات الوكالة الحضرية”.. إنها المحطة القديمة للمسافرين “القامرة”، التي لم يتعب المنتخبون أدمغتهم في “اقتلاع” فكرة منها لتحويل مقرها إلى رافد اقتصادي مهم، فأقفلوها كما فعلوا مع محطة “الطوبيسات” ودائما بشارع الحسن الثاني عند نقطة شارع “الحرية”، الذي يطل على الكورنيش ودخل قائمة أغلى الأراضي في الرباط بعدما شيدت به أفخم الإقامات، تحتفظ الجماعة بـ”خرباتها”، سوق الجملة القديم للأسماك، وتستمر في احتضان “خربة” أسواق الخضر والفواكه والدواجن المقرر نقلها إلى مقاطعة اليوسفية.

وبنفس الشارع من جهة حي أكدال، “خربات” أخرى كانت مستودعا لتجهيزات الحفلات وربما جعلتها الجماعة تحت تصرف الفئران و”الطوبات” في حي العمارات بست طبقات.

هذه نقطة من جزء بشارع الحسن الثاني، فكم منها في باقي المقاطعات؟ ونذكر بأنه في سنة 1997، تم إحصاء كل الأملاك الجماعية المستغلة والمهجورة والمنسية، واتخذ قرار في الموضوع لم يفعل إلى اليوم، لأن المستفيدين هم من المقررين، وهذه هي ثروات الرباطيين.. فهل يرفع عنها “فيتو” النافذين ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى