كواليس الأخبار

هل تسرعت وزارة الخارجية في إغلاق المطارات أمام القادمين من الصين ؟

الرباط. الأسبوع

    قرر المغرب حظر دخول المسافرين القادمين من الصين بداية من 3 يناير الجاري، لتفادي موجة جديدة من العدوى بفيروس “كورونا”، الشيء الذي خلق إشكالية دبلوماسية مع السلطات الصينية التي اعتبرت قرارات بعض الدول بمنع مواطنيها والمسافرين القادمين من أراضيها، بمثابة قرار غير مقبول.

واتخذ المغرب هذا القرار بناء على قرارات مجموعة من البلدان على غرار فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي قررت فرض اختبار “كوفيد” على المسافرين القادمين من الصين.. فهل أخطأ المغرب في اتخاذ هذا القرار، لاسيما وأن السلطات الصينية نفت وجود متحور جديد والذي لقبته وسائل الإعلام الغربية بـ”يوم القيامة”.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي، في بيان لها، أن “السلطات المغربية قررت منع جميع المسافرين القادمين من الصين مهما كانت جنسيتهم، من الولوج إلى تراب المملكة، وذلك على ضوء تطور الوضعية والاتصالات المنتظمة والمباشرة مع الصين، وقصد تفادي موجة جديدة من العدوى بالمغرب وكل تداعياتها، قررت السلطات المغربية منع جميع المسافرين القادمين من الصين، أيا كانت جنسيتهم، من الولوج إلى تراب المملكة”.

واعتبرت وزارة الخارجية أن هذا الإجراء الاستثنائي لا يؤثر بأي حال من الأحوال على الصداقة المتينة بين الشعبين، والشراكة الاستراتيجية بين البلدين التي تظل المملكة متشبثة بها بقوة، مشيرة إلى أن القرار اتخذ على ضوء تطور الوضعية الوبائية في الصين.

من جانبه، قال السفير الصيني بالرباط، لي تشانغ لين، أن “بكين عملت على تشديد القيود للحد من انتشار كوفيد في العاصمة بكين، في 26 دجنبر 2022″، مضيفا أن بلاده خفضت مستوى خطورة وباء “كوفيد 19” باعتباره مرضا معديا من الفئة A إلى الفئة B اعتبارا من 8 يناير 2023.

وأوضح السفير الصيني في بيان له، أن بكين تبادلت المعلومات والبيانات ذات الصلة بصراحة وشفافية مع المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، قائلا: “شاركنا البيانات الجينية للفيروس في أسرع وقت ممكن، وبالتالي، قدمنا ​​مساهمة مهمة في البحث والتطوير للأدوية واللقاحات في البلدان بجميع أنحاء العالم”.

وكشف أن السلطات في بلاده شددت من إجراءات الحجر الصحي للأشخاص المصابين، وفي نفس الوقت خففت القيود الصحية على الأشخاص والبضائع القادمة من الخارج، مشيرا إلى أنه سيتم منح تسهيلات التأشيرة للمسافرين القادمين إلى الصين للعمل أو الدراسة أو لم الشمل الأسري، وتابع: “بشكل عام، لا يزال وضع كوفيد 19 في الصين يمكن التنبؤ به وتحت السيطرة، فبكين هي أول مدينة عبرت ذروة العدوى، حيث تعود الحياة والعمل تدريجيا إلى طبيعتهما الآن، وأجرت الإدارات الصينية ذات الصلة، تقييمات علمية للزيادات المحتملة في المقاطعات والمدن الأخرى. لقد قاموا بالاستعدادات اللازمة وهم مقتنعون بأن عملية تعديل السياسات وإعادة توجيه الأولويات ستتم بطريقة منتظمة ومنظمة”.

وأكد السفير تشانغ لين، أن رفع القيود الصحية في الصين سيسهم بشكل كبير في انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي في الأيام الأخيرة، وبما أن العديد من الدول ترحب بسياسة الصين لتسهيل السفر عبر الحدود، فإنها لن تعدل إجراءات دخول المسافرين إلى الصين، قائلا: “يجب ألا تؤثر أي قيود تفرضها أقلية من البلدان على السفر العادي أو التبادل والتعاون بين الأفراد”.

واتهم بعض وسائل الإعلام الغربية بالمبالغة وتشويه سياسة الصين الوبائية تجاه “كوفيد”، بينما فشلت في الإبلاغ عن أوجه القصور والثمن الباهظ الذي دفعته بلدانهم استجابة للوباء، معتبرا أن ذلك “سياسة الكيل بمكيالين ويتعارض بشكل واضح مع الأخلاق الصحفية”.

بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية عدم وجود متحور جديد حسب البيانات الفيروسية المتاحة، مضيفة أن تفشي “كوفيد 19” في الصين في الآونة الأخيرة، ناجم في الأغلب عن متحوري “أوميكرون” (بي. إي 5.2 وبي إف 7)، وأن المتحورين معا تسببا في 97.5 % من جميع الإصابات المحلية، وذلك استنادا إلى تحليل المركز الصيني لمكافحة الأمراض.

وحسب المنظمة العالمية، فإن فيروس “أوميكرون” هو المتحور المهيمن بناء على رصد حديث للتسلسل الجيني، مما يؤكد ما قاله العلماء بالفعل ويهدئ حدة المخاوف في الوقت الحالي من ظهور متحور جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى