جهات

حديث العاصمة | بعد أيام.. سنة جديدة تصطدم بمجالس برامجها قديمة

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    أيام معدودة وتنتهي سنة 2022، التي ستحال على “التقاعد” حتى لا نحشرها مع الأرشيف القديم، خصوصا سنتي 2020 و2021، وكانتا من أسوأ السنوات في هذا القرن، إذ شهدتا الوباء، وأزمات، وانتخابات، وحوادث، وحجر صحي، وطوابير التلقيحات، وشح الأمطار، وارتفاع الأسعار، ثم زيادة في الضرائب والرسوم المحلية، وحتى ارتفاع تعويضات المنتخبين، وأعداد السيارات الممنوحة لهم، وإضافة امتيازات للجان التي كانت مناضلة فصارت مثل المأجورة تتقاضى أتعابا شهرية على “تسميتها” ودخولها “المربع الذهبي” الضامن للرفاهية والأبهة طيلة السنة، وهي التي لا تتحرك إلا مع انطلاق الدورات الثلاث المحددة في السنة إذا ما وجدت من يطرق بابها ويزودها بموضوع لـ”الدردشة” وإحياء الرحم بين الأعضاء الذين تفرق بينهم المدة الطويلة الفاصلة بين الدورات، وهذا الجرد المطول للمنافع العينية التي يحصل عليها “خدام” الرباطيين، هو لاتخاذ موقف منهم، فإذا كانوا خداما ومناضلين ومدافعين عمن يمولون أجورهم وامتيازاتهم ويمنحون لهم سلطات التسيير والتدبير والتفكير في الحلول، فأين كانوا طيلة الكوارث التي حلت بنا؟ وماذا قدموا من انفراجات للساكنة؟ وما الذي تنازلوا عنه من “وسخ الدنيا” للتضامن مع أولياء هذه الامتيازات ومنهم من أفلست تجارتهم، وتراكمت ديونهم، وتسلطت عليهم الأمراض ومن أفتكها “الحكرة” والجحود من نوابهم المؤتمنين على إسعادهم؟

وستمضي بعد أيام سنة 2022 إلى حال سبيلها، وكانت بحق سنة بداية الإنعاش الاقتصادي ولو بـ”القطرات” تجنبا لمصيبة السكتة الدماغية لهذا القطاع، وستحل سنة 2023 وقد استعدت لها الجماعة لمواجهتها بأموال الضرائب والرسوم والإتاوات والجبايات التي فرضتها على الرباطيين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من حصتها في مداخيل “القيمة المضافة” ومبلغها حوالي 11 مليارا “كاش” وحوالي مائة مليار من جيوبنا.. فعلى ماذا نؤدي كل هذه الملايير ونحن منهوكون صحيا وماديا ونفسانيا؟ وما مقابلها؟ وعلى ماذا ستصرف وهي من عرق جبيننا؟

تتمة المقال بعد الإعلان

فلا تنتظروا أي تغيير في طريقة صرف هذه الملايير، لأن التحول الوحيد الذي نفذته وبسرعة غير معهودة، هو الزيادة في تلك المداخيل الضريبية، وكنا نتمنى تأجيلها حتى يتعافى الناس من انتكاسات الوباء الذي لا يزال بيننا، وكنا ولا زلنا نترقب برامج ومشاريع وتدابير واجتهادات مجالس جديدة لأحزاب حلت مكان “المطلقة” من الناخبين، لتدشن بها عهدها كراعية للبيت الرباطي، فهل هذه الأحزاب كانت في مستوى المسؤولية؟ ثم ماذا أضافت من جديد على قديم “المطلقة”؟

لحد الآن، لا شيء.. فبما أنها استأنست بالحكم والنفوذ والثروة، ربما تشرع في تنزيل مخططاتها البديلة ابتداء من السنة الجديدة.

تتمة المقال بعد الإعلان

تعليق واحد

  1. Au Maroc tout change pour que rien ne change .. في المغرب كل شيء يتغير كي لا يتغير اي شيء..و سيبقى الحال على ماهو عليه او اسوا وستعود “حكيمة” لعاداتها القديمة .. وستبقى الرشوة و المحسوبية وزبانية الزبونية تنتشر في ردهات المحاكم و الادارات و الوزارات والبرلمان مثل الفطريات وسيزداد الاغنياء غنى و الفقراء فقرا.. وسيجهل التعليم وستمرض الصحة وستظلم المحكم وسيقضى على القضاء وستكثر المظالم ولصوص اموال الدولة والشعب .. الشعب الذي يئس من الحكومات المتتالية ومن المنتخبين ومن المسؤولين (كما يئس الكفار من اصحاب القبور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى