جهات

حديث العاصمة | دوحة العرب تبهر العالم بالنخوة العربية

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    لم يكن حديث العاصمة طيلة الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي بالمعنى الأكاديمي المتعمق في سراديب الكلمات والمصطلحات، بل كان إعجابا بالانتفاضة الكروية المغربية التي خرجت من الفانوس السحري للرياضة الذي قدم لنا أبطالا صناع الانتصارات بقوتهم البدنية ووطنيتهم، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم، يخوض الفريق الوطني مباريات دولية مصيرية على أرض عربية، في عاصمة توأم لعاصمتنا، وهذا ما اطمأن له أبطالنا وجعلهم يثقون في قدراتهم ويعتمدون على دعم الجمهور المغربي العريض، بالإضافة إلى دعم القطريين الأوفياء، هذا الدعم اللامحدود والتشجيع الدائم في الملاعب وخارجها، واستقبال لاعبي وجماهير المملكة بأطباق من الحلويات في الفضاءات العامة والطرقات وهي عادة قطرية للترحيب بكل الضيوف، جعلنا هنا في الرباط نفتخر بالنخوة العربية المتأصلة في أبناء الخليج الأبرار، كلها أمور جعلت اللاعبين المغاربة أبطالنا يحسون بأنهم في وطنهم وبين أهلهم، وقد انبهرنا في المملكة كما انبهر العالم، بالتنظيم والتسيير والتجهيز والكرم والضبط المعقلن في كل شاذة وفاذة، واستعمال العديد من التقنيات الذكية… إلخ، مما برهن بها العرب على أنهم تجاوزوا مرحلة الطعن في كفاءاتهم وتأخرهم عن الركب الحضاري، بل بالقدرات الهائلة والتنظيم المحكم للقطريين، والإنجاز الرياضي المشرف للاعبينا.. أرغم الغرب على تنظيف حرف “غ” من نقطة زائدة ليتساوى مع العرب بالرغم من محاولات التشويش على هؤلاء العرب بإشاعات كانت سلاحا فتاكا فيما مضى ضد كل دولة عربية تبرمج تظاهرات عالمية فوق ترابها، لتُلصق بها التهمة الجاهزة: “حقوق الإنسان”، ليتحرك معها الجاهزون للنفخ والتهويل، بمثابة “زرواطة” تهدد بها كل من ينافسها في احتضان التظاهرات العالمية وكل من يبرز أبطاله الرياضيين كمنتخبنا الوطني، الذي ساعدته الأجواء التي لم تكن تختلف عن مثيلتها في المملكة، مما أنعش معنويات لاعبينا وحفزهم على المزيد من العطاء لإسعاد بلدهم والأمة العربية جمعاء والقارة الإفريقية.

ووصلت الرسالة إلى الغرب بأن العرب عزموا على التحدي للارتقاء بشعوبهم إلى مصاف الشعوب المحبة إلى الأعالي بتقاليدها ورياضاتها ورفاهيتها واتحادها والتفافها حول أولياء أمورها.. هكذا اكتشف العالم دوحة العرب التي أبهرت الجميع بالنخوة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى