جهات

الرباط | الأزمات تهددنا ونوابنا شاردون عن الحلول

الرباط. الأسبوع

    عندما اختار الرباطيون نوابهم، فذلك من أجل حل مشاكلهم وتدبير شؤونهم، والدفاع عن حقوقهم، وهؤلاء النواب يتقاضون أجورا ويتمتعون بامتيازات، وفي خدمتهم وتحت أوامرهم الآلاف من الموظفين لتنفيذ أوامرهم وتطبيق سياستهم وتنزيل برامجهم، بل وفي كل المجالس هيكلة إدارية جد دقيقة في الاختصاصات ومنظمة في مصالح وأقسام تعددت تسمياتها ومكاتبها ورؤسائها وما يتبعهم من تجهيزات وإمكانيات وتعويضات.. فهل نشعر نحن الممولون لميزانياتها والمفوضون لها سلطاتنا، بمجرد طيف لأي مردودية فيها اجتهاد أو ابتكار جديد من صنع قائدي تلك المجالس التي أصبحت وكأنها مجرد أقسام إدارية تسير ما ورثته من المجالس السابقة بكل وفاء وإخلاص للروتين الإداري الصرف دون تعكير أدمغة النواب بمحو التدبير الذي سقط مع سقوط السابقين وتنصيب ميكانيزم جديد يتماشى مع الصاعدين بقوة أصوات الناخبين الراغبين في التغيير، فغيروا الأحزاب الحاكمة والوجوه المدبرة، لعلهم يأتون ببصماتهم وخططهم المغايرة لتوجه “الخاسرين”، لكننا نتفاجأ منذ 15 شهرا بأن لا شيء ينبئ بحلول مجالس جديدة بقيادات تختلف عن توجهات السالفين وتدبيرهم وكأنها استمرار لسياسة رفضها المصوتون التواقون إلى ولوج العالم الجديد بثورته الرقمية وإداراته الذكية وقراراته الثورية التي ترتب برامجها للمستقبل وللأجيال القادمة.

ونحن في العاصمة، صاحبة الألقاب والتاج الثقافي والمكانة الدبلوماسية العالمية، والصيت المحترم دوليا، نكثف البحث للعثور عن الجديد الذي تحمله إلينا مجالسنا وعن الحلول التي تبتكرها لمشاكلنا القديمة وكوارثنا الحالية المرشحة في المستقبل القريب إلى السكتة الدماغية، إنها أزمات محلية تراكمت كالجبال.. أمراض تنخر أجسام الرباطيين، وغلاء في كل المواد والخدمات، وبطالة في تصاعد، ومستقبل مبهم للمتعلمين في المؤسسات التعليمية، وإدارات بينها وبين المرتفقين سد منيع من اختراق شعار: الإدارة في خدمة المواطن.

وعندما تكون هذه الإدارة، المسؤولة عن كل ما يتحرك في مدينتنا، من صنع أصواتنا ومن بناء ثقتنا، ومن وجودها بأموالنا ومن خنقنا بالزيادات المتتالية في الرسوم والضرائب على المهنيين والذين يتخلصون منها بإضافتها إلى أسعار المستهلكين، أي نحن الرباطيين.. فأين المفر من الأزمات والزيادات والغلاء وعقم تفكير واجتهاد من سلمناهم شؤوننا ومنحناهم ثروتنا التي لا تقدر بثمن، فانهالوا علينا بصفة غير مباشرة بسوط الزيادات الملتهبة وتقمصوا دور الجلاد الضرائبي، وبرهنوا على أنهم لا يملكون ذرة إحساس بواجب الدفاع عن المواطن وإنقاذه من مخالب سلسلة من الأوبئة على اختلاف أنواعها، ومجالسنا شاردة، على مصالحها الضيقة قائمة ومجندة، مما يبشر بقرب سقوطها ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى