جهات

حديث العاصمة | إطلالة 2023 على العواصم الإفريقية

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    لن يُقبل أي عذر من جماعة عاصمة الثقافة إذا استمرت في نهج أساليبها البالية السائدة قبل التتويج بالتاج الثقافي الذي يمتد إشعاعه إلى كل ربوع القارة الإفريقية والعالم الإسلامي، وبالتالي، صارت الرباط “فقيهة” منها يتفقه من وضعوا على رأسها ذلك الاعتراف، لتمكنها من التبحر المعرفي بفضل فقهائها، ولهؤلاء الفقهاء، إسوة بكل الرباطيين، نواب بقوة الدستور، ينوبون عنهم، يتحدثون باسمهم، يقررون في شؤونهم، يقترحون ما يرضيهم، ويدافعون عن حقوقهم وينقلون إلى الداخل والخارج حضارة أم العواصم وتحضرها وتقدم أفكار مواطنيها، ولهم تحت سلطاتهم أجهزة تخدمهم لتحقيق قراراتهم وعندهم المجالس والمكاتب والرئاسات واللجان، منها المكلفة بالعلاقات الخارجية، ولها أطقم إدارية منظمة ومهيكلة في أقسام ومصالح للسهر على الاتصالات الدولية.

وبالطبع، فكل هذه الترسانة من التنظيمات التي أقرها المشرع والمجالس تمتص “رحيق” الموارد الجماعية من سيولات مالية ومواد عينية دون الاستفادة والإفادة من مكانة المدينة الثقافية والدبلوماسية والإدارية والسياسية، لتنشرها في الداخل والخارج، فبعض مجالسنا – مع الأسف – لم تتمكن بعد من تجاوز سياجات جدران مجالسها وكأنها مجرد “راعية” لاجتماعات تضمن “الدردشة” بين أعضائها في حدود 3 مرات في السنة ثم يسدل الستار ولا يرفع إلا مع حلول جلسة جديدة بـ”نكهة بالية”، فلعل هذه المجالس تشعر بثقل التاج المزين لرأسها، فتبادر لتبلغ فيها للعالم بأنها تحت إشراف التاج الثقافي الذي يرصع العاصمة الكبرى بألقابها، فيقرر مجلس الجماعة إطلالته على العالم الإفريقي بمناسبة السنة الجديدة 2023، ببطاقات التهاني وتحتها صورة للشارع الذي يحمل اسم العاصمة الإفريقية المعنية، علما أن معظم هذه العواصم ودولها موجودة في حي المحيط وديور الجامع ولا علم لتلك العواصم والدول بها، في حين أنها مشهورة عندنا في عاصمة الثقافة الإفريقية، وحبذا لو تستعمل الوسائل التقنية الحديثة للتواصل مع أصحابها وموافاتهم بلقطات فيديو من مواقعها الممتازة عندنا، والتي سوف تفاجئ البلديات الإفريقية المعنية، كما يمكن أن تكون فاتحة لعلاقات بيننا وبين هذه الدول.. فإذا كنا بالفعل مواطني عاصمة الثقافة الإفريقية، فعلى ممثلينا في الجماعة تأكيد ذلك لإخواننا الأفارقة بالمبادرات اللبقة، مثل اقتراح تهنئتهم بالسنة الجديدة 2023.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى