جهات

ماذا قدمت فاطمة الزهراء المنصوري لمدينة مراكش ؟

عزيز الفاطمي. مراكش

 

    شاءت الأقدار السياسية أن تكون فاطمة الزهراء المنصوري أول امرأة تعتلي كرسي عمودية مراكش لتكون من بين المسؤولين الموقعين على مشاريع  “مراكش الحاضرة المتجددة” أمام أنظار ملك البلاد، شهر يناير 2014، كما شاءت الأقدار السياسية أن تنتقل العمودية من فاطمة الزهراء المنصوري (حزب الأصالة والمعاصرة) إلى محمد العربي بلقايد (حزب العدالة والتنمية)، وكما هو معلوم، فقد تزامنت مسؤولية هذا الأخير مع لقاءات وتظاهرات ومؤتمرات عالمية وازنة نذكر منها المؤتمر الدولي للمناخ “كوب 22″، بالإضافة إلى تدبير أكبر مشاريع “الحاضرة المتجددة”، ودخول جمعيات حقوقية على خط الاختلالات  التي طبعت الصفقات التفاوضية التي عصفت بالوالي الأسبق لجهة مراكش أسفي والمتابعة القضائية للعمدة ونائبه، حيث تتابع مكونات المجتمع المدني بمراكش عن كثب فصول هذه الملفات الثقيلة المعروضة على القضاء، وقد سبق للمحكمة أن برأت محمد العربي بلقايد من تهمة تبييض الأموال، بينما تمت إدانة نائبه الأول، البرلماني الحالي باسم حزب التجمع الوطني للأحرار.

وبعد خمس سنوات من الزمن السياسي لمدينة سبعة رجال، تعود صناديق الاقتراع أو الأقدار السياسية من جديد، لتسترجع فاطمة الزهراء المنصوري مقعد العمودية وحقيبة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، ورغم هذا الحراك السياسي والتغيير الذي طال هرم مدبري الشأن المحلي، فلا زالت مشاريع “الحاضرة المتجددة” لم تنته بعد رغم تجاوز المدة الزمنية المحددة للأشغال: مدينة الفنون والإبداع، تهيئة محيط باب دكالة، ونقل المحطة الطرقية – على سبيل المثال لا الحصر – وتأكيدا لما قيل في حق هذه الأشغال هو ما وقع مؤخرا، حيث سقط باب خشبي من الحجم الكبير لفندق “بن شبابة” بالمدينة القديمة على بعد أمتار فقط من جماعة من السياح كانوا في جولة داخل الأسواق التقليدية، مما جعل الحاضرين يستنكرون هذا الحادث بعاصمة السياحة “يا حسرة”، وحسب شهادة أحد التجار، فإن الباب المنهار لم تمر على عملية تثبيته سوى بضعة أيام بسبب هشاشته، مما يعيد طرح تخوفات المراكشيين من مصير مجموعة من الأشغال الكبرى، كما لا نرى مانعا من تذكير الجهات المعنية بمحيط المسجد الكبير بباب دكالة، الذي قزمته الأشغال وأفقدته رونقه وقيمته الحضارية، حيث جدد المصلون وكل مكونات الحي، طلبهم بتدخل والي الجهة من أجل إعادة الاعتبار لهذا المسجد الذي يعود بنائه إلى حقبة الدولة السعدية على يد مسعودة الوزكيتية، وجعل محيطه يناسب تاريخه الديني والحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى