جهات

حديث العاصمة | ثروة الرباطيين النائمة في أحضان الجماعة

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    تحركت الجماعة للبحث عن موارد تنعش بها ميزانيتها، فاهتدت إلى النبش في أرشيفاتها لعلها تعثر على مؤشر يرشدها إلى غرفة الإنعاش المرجوة، فكان المهنيون الذين عانوا طيلة جائحة “كورونا” من الحجر الصحي الذي كان الأطول عبر التاريخ والأشرس في عواقبه الاجتماعية والاقتصادية، هم الهدف لـ”علاج” المالية الجماعية بما تبقى لهم من رأسمال جله ابتلعته الأزمة العامة التي لم تستثنِ أي صانع أو تاجر أو خدماتي وكأن هذه الجماعة وفروعها كانت تدبر وتسير عاصمة في كوكب آخر لم تصله نيران وباء فتاك وبعده لهيب الغلاء وبينهما نفقات الأكرية والماء والكهرباء والتطهير والضرائب والرسوم والأدوية والمحروقات.. وهي نفقات أضحت كالغول ينهش الأبرياء الذين وثقوا في منتخبيهم لتوفير الوقاية والحماية من ويلاتها، لأن الجماعة غير معنية لا بالزيادات المهولة ولا بتقلبات أسعار المواد الغذائية، لأن مصاريفها من جيوب الرباطيين، فأشهرت من جهتها “مساندتها” وتآزرها مع الارتفاع المهول في كل وسائل عيشه، فابتدعت، بل طبقت زيادات في رسوم بعض الخدمات التي يحتاجها المهنيون، وكانت ستكون معقولة لو أنها جاءت في وقت غير زمن الأزمة الخانقة، لأن هذه الزيادات التي لم تنفذ بعد، سيتحمل المواطنون حاليا حتى قبل دخولها حيز التطبيق، ارتفاعها في مختلف مرافق هذه الخدمات ليتضح بأنها تستهدف الرباطيين.

وبعد.. هل الجماعة لم تجد طريقة أخرى لتحسين مداخيلها؟ مثلا، فأملاكها المتواجدة في حي أكدال العالي، والتي تؤثث 3 شوارع بفيلات في منطقة للعمارات من خمسة طوابق، وكل فيلا يمكن أن تتحول إلى عمارتين، وكل عمارة بـ 20 شقة، وكل شارع بـ 200 شقة على أقل تقدير من الشوارع الثلاثة، وتطبق عليها التدبير الذي تنهجه وزارة الأوقاف على ممتلكاتها، وهذا مجرد مثل من حي صغير، أما المستودعات وباقي الفيلات والمنازل والعمارات والقاعات والملاعب والمسابح وأسواق الجملة والشواطئ والمركبات التجارية الجماعية.. فهذه هي الثروة الوثيرة التي تنام عليها مئات الملايير إذا أضيفت لها أموال التدبير المفوض، فستصبح كنوزا تغني الجماعة وتعفي المواطنين من أوجاع الزيادات في رسومها وضرائبها، وتترك المهنيين يتنفسون الصعداء من هول ما أصابهم جراء الإجراءات الصحية، ولا تثقل كاهل الرباطيين بالارتفاع الصاروخي في ما يقدم لهم من خدمات من المهنيين الذين “يرمونها” إلى زبنائهم، أي معشر الرباطيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى