جهات

حديث العاصمة | خط بحري بين الرباط والداخلة ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    يؤكد المؤرخون أن الرباط كان لها ميناء هو الأول من نوعه في المحيط الإسلامي، والصورة المرفقة تؤكد ذلك، وقد سبق أن تناولنا موضوع تآخي العاصمة الرباط بالعاصمة البرتغالية لشبونة سنة 1988، وأخبرنا بفحوى المحادثات التي راجت بين الطرفين، منها اقتراح برتغالي يربط المدينتين بخط بحري لأنهما متقابلتين على خط مستقيم، وباقتراحهم يبرهنون على معرفتهم بالأحداث التاريخية المشتركة بين العاصمتين، منها الزلزال القوي الذي ضرب لشبونة في القرن 16 ميلادي وتضررت وانتفعت منه التي تقابلها، الرباط، حيث شمل الضرر انهيار جزء من مسجد حسان، أما الانتفاع، فقد تجسد في توسعة مدخل وادي أبي رقراق مع الزيادة في عمقه مما جعله ميناء كبيرا ازدهرت فيه التجارة العالمية، إذن، كان اللشبونيون على دراية بالموقع القديم لميناء الرباط.

كنا سنصفق لمنتخبي العاصمة لو رفعوا من مستوى تدخلاتهم ومناقشاتهم بمواضيع تليق بمدينة رائدة في الثقافة إفريقيا وإسلاميا، مقرا للحكومة والدبلوماسية والشؤون السياسية… إلخ، مثل إحياء الميناء وجعله مرفأ للسياحة الداخلية والأنشطة الموازية البحرية ما دامت الأسس قائمة، وينبغي الجهر بأن لنا ساحلا وبحرا ونهرا وشاطئا على المحيط الأطلسي، يتعجبون من اعتبارها “أجانب” خارج رقعة المدينة، فلم يثبت أن اهتمت بهذه البنى مجالس العاصمة “يا حسرة”، وكل الإنجازات التي شيدت بجانبها وكانت حديث الساكنة والزوار، هي من عطاء المشروع الملكي.

فلاتزال جداول دورات المجالس وفية لزمان مضى اشتهر بحصاد الريع والانتهازية والتبذير والاستفادة من القرب في التقرير، واحتكار السلطة لخدمة رفاهية وراحة من بيدهم إسعاد الرباطيين، فاختصروا الطريق إلى المكوث في “جناتهم”.. فهل يقلبون طاولات شخصنة أمورهم من سيارات وتلفونات وتعويضات وصفقات وتوظيفات ومنح ومساعدات وشراكات ودراسات وأسفار، ويبسطون مكاتب وفوقها ملفات الاستثمار، للبناء والتشييد والإبداع العمراني الذي ظل جامدا في حلة شقق اقتصادية “صندوقية” وكلها متشابهة، ويفتحون عهد التداول في الأمور المهمة، مثل ربط الرباط بخطوط بحرية مع الداخلة، الوجهة المرشحة في القريب لاعتلاء الصدارة في السياحة الوطنية والدولية، كما على المجالس احترام مكانة الرباط الثقافية والسياسية والإدارية والدبلوماسية، بالرفع من مستوى اقتراحاتها وقراراتها وإنجازاتها، حتى تؤكد فعلا أنها تمثل نخب المجتمع المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى