جهات

حتى لا تنسى الرباط أخواتها من العواصم العالمية

من المسؤول عن عزلة العاصمة دوليا ؟

الرباط. الأسبوع

 

    حتى لا تتكرر “انتكاسة” عزلة العاصمة الرباط عن العواصم والمدن العالمية، ينبغي فتح كتاب علاقاتها الخارجية، للاطلاع على تاريخ هذه العلاقات.. كيف أحدثت؟ ولماذا أقبرت؟ وبالمختصر المفيد، لم يكن الإقبار إلا للعودة إلى الأسفار بدون التزامات مع حصد امتيازاتها من جهة، ومن جهة ثانية، تخلي المجالس المنتخبة عن حق استفسار المكلفين بمهام خارجية عن مناقشة نتائجها.

30 سنة من الجمود والجحود على توظيف الرصيد المكتسب الموروث عن المجالس السابقة، التي ناضلت واجتهدت وثابرت لتأسيس شجرة من العلاقات الأخوية مع كل من: إشبيلية عاصمة إقليم الأندلس سنة 1986، والعاصمة الليبية طرابلس سنة 1986، والعاصمة المصرية القاهرة سنة 1987، والعاصمة تونس سنة 1987، والعاصمة الموريتانية نواكشوط سنة 1988، والعاصمة البرتغالية لشبونة سنة 1988، ومالابو عاصمة غينيا الاستوائية سنة 1988، والعاصمة اليمنية صنعاء سنة 1988، والعاصمة الأردنية عمان سنة 1988، والعاصمة الإسبانية مدريد سنة 1988، ومدينة مرسيليا الفرنسية سنة 1990، والعاصمة اليونانية أثينا سنة 1990، ومدينة إسطنبول التركية سنة 1991، ومدينة أنتيسيرابي الملغاشية سنة 1992، وقد انتهت فترة المجلس الجماعي الذي رتب أخوة الرباط مع هذه المدن والعواصم وحلت محله مجموعة حضرية ومجالس جماعية أفرزتها انتخابات سنة 1992، ولم تنهج عرف الاستمرارية بتنفيذ – أو على الأقل – متابعة الاتفاقيات المبرمة مع 14 “أخت”، كلها بعقود مؤشر عليها حكوميا وبموافقة أعلى مؤسسة في المملكة.

ولاحظوا تسلسل ترتيب هذه الاتفاقيات: المغرب العربي أولا، والجيران من إسبانيا والبرتغال ثانيا، ثم المدن المؤثرة في محيطها القاري.. فلماذا لم تفعل تلك الاتفاقيات في وقت كانت فيه المملكة تجتهد للانفتاح على الآخر بغية الإبقاء على التواصل من أي نوع لشرح قضايانا؟ ودام ذلك “الحظر” لمدة طويلة عمرت 30 سنة دون أن يؤثر ذلك في مصداقية الوثائق الموقعة والتي تتمتع إلى اليوم بقانونيتها ما دامت لم تخضع للإلغاء.

مناسبة هذا التذكير، جرأة وشجاعة رئيسة المجلس الجماعي، التي كسرت قيود العزلة عن مدينتنا وفتحت الأبواب لاستئناف التآخي مع المدن، فأطلقت في بحر هذه السنة اقتراح تآخي مع العاصمة تل أبيب، ووقعت مؤخرا مذكرة تفاهم مع مدينة صينية، تنتظر تأكيدهما إجباريا من المجلس الجماعي وإلا فلن يكون لهما أي مفعول، دون أن ينسى هذا المجلس أخوات الرباط المذكورة، وقد كان – وهذا سر نبوح به – التفكير سنة 1992 في إنشاء منظمة عالمية للعواصم والمدن المتآخية مع الرباط، ويمكن اليوم إحياء هذا التفكير ليكون قوة إقليمية جديدة لا علاقة لها بالمنظمة الحالية للمدن المتوأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى