جماعات غنية بالمقالع والموانئ وفقيرة في التنمية
الأسبوع. زهير البوحاطي
تعرف العديد من الجماعات بجهة الشمال، خصوصا القروية منها، انتشار العشرات من المقالع، وبعضها توجد بها موانئ منها الجماعة الترابية القصر المجاز التي يتواجد بها أكبر ميناء متوسطي، وغيرها من الجماعات التي تتوفر على فنادق ومنتجعات ومنتزهات سياحية كالمضيق والفنيدق.
ورغم كل هذا، إلا أن ساكنة هذه الجماعات تعيش على وقع انتشار البطالة وتردي الخدمات بالمرافق العمومية وتدهور البنى التحتية، حيث أن التنمية ببعض الجماعات خصوصا القروية شبه منعدمة رغم مداخيلها وميزانيتها الخيالية العائدة من المقالع والموانئ وغيرها من القطاعات.
وحسب العديد من المواطنين، فإن الجماعة الترابية القصر المجاز التابعة لعمالة الفحص أنجرة، حصلت في الآونة الأخيرة على مبالغ جد كبيرة من طرف بعض الجهات التي تقوم بمشروع لها على أرض هذه الجماعة، لكن لا زالت العديد من المناطق التابعة للجماعة المذكورة تعاني من الفقر والهشاشة والتهميش والبطالة والترامي على أراضي المواطنين الذين لا زالوا يطوفون على المحاكم من أجل إنصافهم.
وقريبا من هذه المنطقة، توجد الجماعة الترابية ملوسة التابعة لنفس العمالة، والتي تتوفر بدورها على عدة مقالع لاستخراج الأحجار وتحويلها إلى حصى، ونظرا لما يتسبب فيه ذلك من أضرار للساكنة بسبب الغبار الذي يساهم في أمراض الحساسية والربو، ناهيك عن تلوث المياه والضرر الذي يحدثه في البيئة والأراضي الفلاحية، لا زالت بعض جمعيات المجتمع المدني تقوم مقام الجماعة في فك العزلة عن الساكنة، وتنظيف المقبرة وتوسيع المسالك الطرقية، رغم المداخيل الخيالية للجماعة من تلك المقالع.
وغير بعيد عن عمالة الفحص أنجرة، وبالضبط بعمالة تطوان، التي توجد بها عدة مقالع بداية من الجماعة الترابية الزينات، التي تمارس على ساكنتها جميع أنواع التخويف والترهيب بسبب احتجاجاتهم على هذه المقالع التي تشتغل بعضها بطريقة غير قانونية ولا تحترم المساطر المعمول بها في هذا المجال، ولا تساهم في تنمية المنطقة، كما أن نظيرتها جماعة صدينة، التي يتواجد بها أكبر مصنع ومقلع بإفريقيا لتحويل الحجارة إلى إسمنت، يتسبب في تلوث المياه وحول المنطقة إلى أراضي غير صالحة للفلاحة، بسبب انتشار الغبار والمواد السامة الناجمة عن المتفجرات التي تستعمل في استخراج الحجارة، كما أن جميع المسالك الطرقية تدمرت بسبب الشاحنات التي تمر من تلك الطرق يوميا، دون أن تستفيد الساكنة أو المنطقة القروية من عائدات هذه المشاريع.