الأسبوع الرياضي

رياضة | البدراوي.. “فم كبير” ومنجزات صغيرة

الرباط. الأسبوع

    بعدما استبشرت جماهير الرجاء البيضاوي خيرا بقدوم عزيز البدراوي رئيسا لفريقها، وتقديمه وعودا للجماهير الرجاوية من أجل القطع مع العهد السابق، وإبعاد الأعضاء المشتبه في كونهم من صناع أزمة الفريق الأخضر، والقيام بانتدابات جديدة ووازنة، وتفاعله الكبير على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فظن عشاق النسر الأخضر أن الفرج جاء مع المكتب المسير الجديد، لكن لم تمر إلا أربع جولات من البطولة الوطنية حتى بدأت بوادر أزمة تظهر من جديد.

في الموسم المنصرم، خرج فريق الرجاء البيضاوي بموسم صفري دون تحقيق أي لقب، فجاءت رياح التغيير كما أرادت الجماهير الرجاوية، فكان التغيير على مستوى العريضة التقنية للفريق الأخضر، باستقدام شيخ المدربين فوزي البنزرتي، كما عرفت لائحة اللاعبين تغييرات كبيرة برحيل مجموعة من الأسماء وانضمام عناصر جديدة، مكونات الرجاء البيضاوي استبشرت خيرا بهذه التغييرات، فرأت فيها وسيلة ليستعيد النسر الأخضر توهجه من أجل المنافسة على جميع الألقاب الممكنة هذا الموسم.

تتمة المقال بعد الإعلان

ورغم أن رياح التغيير جاءت كما توقعتها فعاليات الرجاء البيضاوي، لكنها جاءت عكس ما تشتهيه، حيث تعثر الفريق الأخضر في أول أربع مباريات لعبها هذا الموسم، فحصد 3 نقاط من أصل 12 كانت ممكنة، ثلاث تعادلات وهزيمة مع الوافد الجديد على القسم الأول، اتحاد تواركة، كانت كفيلة بإدخال الشك في نفوس الرجاويين، ولم تسر الأمور كما توقعتها قبل بداية البطولة الوطنية.

تصريحات البدراوي

    بعد انتكاسة البداية، خرج عزيز البدراوي، رئيس الرجاء الرياضي، بتصريحات يهدد فيها بالرحيل، رغم أن الجماهير الرجاوية كانت تعلق عليه آمالها لقيادة الفريق إلى منصات التتويج، تصريحاته هذه، خلفت آراء متباينة داخل الأوساط الرجاوية خاصة، والرياضية عامة، إذ لم يمض على تقلده مهام تسيير النادي العالمي سوى ثلاثة أشهر ونصف، في مرحلة صعبة وفترة انتقالية تفرض جهدا كبيرا ومضاعفا لإرجاع الفريق إلى مكانته، حسب انتظارات أنصاره.

تتمة المقال بعد الإعلان

وفي هذا السياق، تساءلت الجماهير الرجاوية عن أسباب خروج الرئيس بتصريحات مماثلة في بداية مشواره التسييري، وهي التي مدت له يدها وساندته بشكل شبه كلي، سواء على الواقع أو المواقع، بداية بدعمها له عبر منصات التواصل الاجتماعي ومرورا برسائل التشجيع ووصولا إلى حملة بطائق الاشتراك وتذاكر المباريات في أول مباراتين خاضهما الفريق بمركب محمد الخامس، مؤكدة أنها السند الأول للفريق ولعزيز البدراوي بصفته رئيسا للنادي الأخضر، وهو الذي جاء بنية التغيير وبعزيمة كبيرة لإعادة ترميم البيت الأخضر وإرجاعه إلى مكانته الطبيعية.

فيما أكد البدراوي في وقت سابق، أنه سيبتعد عن التصريحات واللقاءات الصحفية وسيمنح للناطق الرسمي كل الصلاحيات لممارسة مهامه، لكن الواقع عكس ذلك، فقد استمر ظهور البدراوي في جميع اللقاءات الصحفية، واختفى الناطق الرسمي عن وسائل الإعلام، مما جعل تصريحات الرئيس تجد تجاوبا لدى فئة كبيرة من الجماهير، لكنها تجانب الصواب في بعض الأحيان وتخلق له عداوات مع عدة أطراف، وتضيف له مشاكل مع متداخلين في تسيير شؤون كرة القدم الوطنية، هو في غنى عنها، خصوصا وأنه جديد في مجال التسيير الرياضي، إضافة إلى العديد من الرسائل والمحادثات الخاصة بين البدراوي وبعض الأشخاص والتي تصبح بقدرة قادر منشورة ومتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتزيد الطين بلة، والتي تؤكد أن محيط الرجاء أصبح “متسخا” أكثر مما كان.

خرجة غير موفقة

تتمة المقال بعد الإعلان

    كانت آخر الخرجات الإعلامية الغير محمودة للدكتور البدراوي، نعته أحد الزملاء الإعلاميين بأوصاف قدحية، جرت عليه وابلا من الانتقادات كان في غنى عنها، لو لزم حدوده كرئيس وترك مجال التواصل للمكلف بذلك، لذلك يجب أن يطغى على تواصله مع محبي الفريق الأخضر بعض الاحترافية والدبلوماسية، خصوصا في ما يخص أخبار النادي، والتي من المفترض أن تنشر على الصفحة الرسمية للرجاء، إضافة إلى تدويناته وبعض المصطلحات المستعملة، التي لا تتماشى مع صفة “رئيس نادي الرجاء الرياضي”، كما أن تعامله مع تعاليق الجماهير وتجاوبه بطريقة شعبوية، يسقطه في فخ فضح أخبار النادي أو إعطاء معلومات مهمة، وهو الذي طالب في العديد من المرات بالاشتغال بسرية للوصول إلى الأهداف المرجوة.

وحتى نكون صرحاء، فالبدراوي منذ التحاقه بكرسي رئاسة الرجاء لحدود الساعة، يبقى في بداية مشواره، وإذا استثنينا عقود المستشهرين التي جلبها للفريق وتحسب له كأول من يقوم بهذا العمل، فلم يحقق أي نجاح يكتب في تاريخ الرجاء وسيرته الذاتية، وإذا استسلم في هذه المرحلة، فعدة أسئلة تطرح نفسها في الوقت الراهن: هل اكتفى البدراوي بما حققه؟ هل استسهل المهمة واصطدم بالواقع، أم خانته قلة التجربة في قيادة الرجاء ويسعى للمقاومة والتعلم، أم هل كانت رغبته في خلق اسم له داخل المغرب من أجل ركوب سفينة السياسة في الانتخابات المقبلة حتى يضمن النجاح على حساب الشعب الرجاوي كما فعل من سبقه إلى ذلك، كمحمد بودريقة وسعيد حسبان؟

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى