جهات

الرباط | متى تعمل الجماعة ومقاطعاتها بالرقمنة ؟

الرباط. الأسبوع

    لا زالت جماعة ومقاطعات الرباط على مسافة 32 سنة من رقمنة كل مصالح أمانة (بلدية) العاصمة الأردنية، وهذه الرقمنة وقف عليها الوفد الرباطي أثناء زيارته للمدينة الجميلة عمان في سنة 1990، كما عاين في طابقها الأرضي قاعة فسيحة بهندسة فريدة وتجهيز قاعات العروض الفنية خاصة بالشباك الوحيد لوضع وسحب الوثائق، ويعلم الله التقدم الذي عم هذه البلدية مع انتقال المكننة في ذلك الوقت إلى الرقمنة في زماننا، والتي لا تزال مع المكننة في غياهب التخلف الجاثم على خدمات كل المجالس، وأين؟ في العاصمة الإدارية والسياسية والثقافية للمملكة “يا حسرة”.

فلماذا تحرر غيرنا من البيروقراطية التي تقبر كل تقدم وتنعش كل تأخر، وحافظنا نحن على موقعنا الشائك الاصطناعي الفاصل بيننا وبين قضاء حاجاتنا الإدارية إلا بعد دفع الأشواك بالأوراق البديلة ذات الأرقام الملونة وكأنها طلاسم تذوب “العكوسات” وتجلب “القبول” وتيسير الأمور، وتهدي الابتسامات من الوجوه الصبوحة المرحبة.. فهل من حقنا أن نفتخر بأننا في مدينة الأنوار والحقوق في عصر الرقمنة التي عمت العالم منذ عقود ونحن لا زلنا نعاني ونقاسي من حرماننا وبهدلتنا بخدمات وإن كانت من حقنا فهي تقاس بما في جيوبنا، ولتذهب إلى الجحيم، أو بعبارة أفصح، إلى المزبلة تلك اللافتات الكارطونية التي تسد ثقوب وشقوق وأوساخ جدران ممرات الإدارة وعليها كذبة: “الإدارة في خدمتكم”، فهي تحجب تلك العيوب فقط، وقد استأسدت الرشوة واتسعت الزبونية وساد التبذير على حساب الرباطيين؟ وإلى متى وهذا الأخطبوط الجبار ينهش جيوبنا وينهش سمعة عاصمة المملكة بعرقلة تطور إداراتنا وتحويلها إلى مكانها المخصص لها للقيام بواجباتها لا أكثر، ومن هذه الواجبات فرض الرقمنة على كل مصالح وأقسام الجماعة ومقاطعاتها، وتكوين الناس على التعامل بهذه الرقمنة بجعل مصالح خاصة بها في كل المقاطعات، ولن تتحقق هذه الخطوة إلا إذا نضجت إرادة القطع مع عيوب الماضي، وتدشين عهد جديد بفرق بشرية جديدة تخضع لتداريب وتكوين وإيمان بحقوق الإنسان، فالإدارة الوحيدة التي تلزم أطرها بهذا التكوين هي الإدارة العامة للأمن الوطني، أما إدارات الجماعة ومجلس العمالة والمقاطعات، فـ”الله يحفظها”، ولنا أمل كبير في عهد رئيسة مجلس الجماعة لتقود هذا الإصلاح في الإدارات الترابية بتطبيق كل المعاملات الجماعية بالرقمنة.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى