جهات

مركز تخرج الأفواج الأولى للمعلمين الرباطيين

الرباط. الأسبوع

    الصورة هي للواجهة الرئيسية لأول مركز لتكوين المعلمين في بناية من الآثار التاريخية بهندسة فريدة مزينة بنقوش رائعة وقطع من الزليج البلدي كست الممرات والأسوار والقاعات، وإذ نحن نذكر بهذه الجزئيات، فلأنها شيدت في سنة 1954 بحي المحيط على زاوية شارعي المقاومة والكونغو، وفي نفس السنة، بنيت ثانوية عمر الخيام بشارع عبد الواحد المراكشي وثانوية معاذ بن جبل بحي المنار ومدارس: أحمد القاسمي بحي اليوسفية وعبد المومن بزنقة القصيبة بحسان، وأبي العلاء المعري بشارع سيدي محمد بن عبد الله بالعكاري.

وبعد سنوات من خدمة المركز الذي تخرجت منه الأفواج الأولى من المعلمين الرباطيين، والذي انتقل إلى جهة أخرى وترك بنايته الرائعة إلى مدرسة المحيط، ثم إعدادية، فثانوية المحيط، لتنال اليوم شهرة “خربة المحيط”، وقبل تنفيذ المشروع الملكي سنة 2014، تم التخطيط من أباطرة العقار لتهميش الشريط الساحلي وشحنه بالمقابر و”البراريك” في الدواوير، والمنازل المهددة بالانهيار، والطرقات الضيقة والممرات الصعبة و”الجوطيات” وكل أنواع الفوضى والعشوائية، لتمهيد النزوح والهروب الكبير إلى غرب المدينة حيث كان مقررا فيه إحداث أحياء جديدة لـ”تهريب” الرباط إليه بعد “تحقيق” ليّ عنق العاصمة، وتحويل حي المحيط إلى جهة منبوذة من الرباطيين نتيجة الإهمال الفظيع الذي طاله، مما أثر بشكل ملحوظ في ديمغرافيته، وبالتالي، في مغادرة جل سكانه، وانعكس ذلك على التمدرس في مؤسسات المنطقة التي غادرها جل التلاميذ، منها ثانوية المحيط، التي كانت في بدايتها مركزا لتكوين المعلمين.

وبعد انطلاق المشروع الملكي الذي أنقذ العاصمة من الانهيار التام، ومن مسخ آثارها وأحيائها وساحلها، ومن خنق ممنهج لحوماتها العتيقة، أخذت الحياة تدب فيها ابتداء من سنة 2014.. في ذلك الوقت كانت ثانوية المحيط قد أغلقت أبوابها، وبعد سنتين، تم كليا تغيير تصميم حي المحيط، حيث برمج لحي ثقافي بحكم احتضانه للمركب الثقافي الوحيد في المدينة، ثم تقرر تحويله إلى منطقة لمنشآت سياحية ومرافق ترفيهية وعمارات من 5 طبقات، ومحلات تجارية راقية أهمها سينجز في شارع المقاومة وبالضبط في منطقة الثانوية المقفلة والمهملة والتي تتربع على مساحة تكفي لتشييد 5 عمارات بطوابق لن تقل عن 5، والسؤال المطروح: لماذا أهملت البناية حتى أصبحت خربة، هل لاستصدار قرار لهدمها؟ ثم وهذا هو الذي يحير وينعش الشكوك في نية الهدم، لماذا لم تتدخل مديرية العتاد المجاورة للبناية المهملة؟ وهي المكلفة بإصلاح المؤسسات، وربما هذا ما جعل جمعية رباط الفتح في الأسبوع الفارط، تستعمل ولأول مرة لفظة “صرخة” موجهة للمسؤولين والغيورين على تراثنا وكتبت: “كي لا تهدم لتصبح مكانها بناية شاهقة لا قدر الله، واسمعي يا جماعة، وفكري يا مقاطعة حسان، وراجعي أوراقك يا وزارة.. فأنتم المسؤولون ونحن الغيورون على تراث العاصمة وعلى معلمة تاريخية بتصميم فريد، فالرباط كلها على علم بـ”صرخة” جمعيتهم، وحاولنا في هذا التقرير تناول بعض الجوانب التي كانت خفية، لعلها تذوب “سبق الإصرار” وتنقذ هذه المعلمة من “الإعدام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى