جهات

الأحزاب الحاكمة شاردة عن خدمة الرباطيين

في العاصمة "يا حسرة"

الرباط. الأسبوع

    ما معنى أن تكون حاكما؟ بخلاف ما هو سائد بين الحاكمين المقررين في حياتنا، فالحاكم هو المتحكم والضابط لأزرار حلول مشاكل الرباطيين، بل والواقي منها قبل انفجارها، وأي مشكل كبير أو صغير له أعراضه قبل أن يقع، وهذه قاعدة يجب أن تلقن للحاكم من طرف حزبه حتى يجنب المصوتين عليه تداعيات ما يقع من مشاكل كواجب منه مقابل ترسانة الضرائب والرسوم التي يتوصل بها من طرف الذين وثقوا في كفاءته لينوب عنهم.

ومن المؤسف أن المشاكل / الكوارث تتهاطل على المواطنين وكأنها حرب ضروس، وجيش من الحاكمين بسلاح: الأموال، والعتاد، والموارد البشرية الموضوعة رهن إشارتهم للدفاع عن الشعب وحمايته، مرعوبين خائفين من ضياع الالتزامات التي تؤكد سطوتهم في الحكم، ولا يجدون سوى “احتقار” المواطنين بإجبارهم على تحمل والتعايش مع الكارثة وإلزامهم بأداء ثمنها، وهذا أكبر مؤشر على تقاعس وفشل الحاكمين في التدبير المعقلن، ودليل أيضا على غياب الرصد القبلي لأي هجوم على سلامة الناس.

فالأحزاب الحاكمة لم تجد سوى استعراض عضلاتها في استعراضات كسرت ضلوع سابقاتها، التي أوهمتنا بتوفرها على منظمات طلابية وطبية وهندسية، وحكامية، وصيدلية، وبعض المنتخبين الذين تحلقوا في جمعيات ممولة من عرق جبين المواطنين، لاغتراف المزيد من الامتيازات.. فأين مردودية هذه المكونات الموسمية التي تنبت كالفطر وتتكون خارج المؤسسات الرسمية التي تحكمها أحزابها لتفتح لها قناة من قنوات الريع في إطار منهجية بين الأحزاب مشهورة بـ”أعطني هنا.. أعطيك هناك” مع تأمين الدفاع عن هذه الخيرات حتى لا تهرب من قبضتها ولو بـ”تخراج العينين” ومهاجمة “الأعداء”، وتذكرون بعضا منها، جمعت عظامها ونظمت خارج المملكة تظاهرات – قيل لمناضليها هناك من أطر عليا وطلبة جامعيين – لحل مشاكلهم، وهي الغارقة في تداعيات الوباء، والبطالة وندرة المياه، وغضب الشعب، والغلاء والحرائق، وتدهور القدرة الشرائية، وفشل بل وإفلاس مجالسها على الأقل في العاصمة، ففوق رؤوسنا سحابة من المشاكل تنذر بما لا تحمد عقباه، مشاكل تحتاج إلى حلول ناجعة في أقرب وقت وقبل أن تهطل علينا بأوخم العواقب.

أحزاب حاكمة وطنيا ومحليا وكأنها لتصريف الأعمال وليس لاتخاذ ما يلزم، أحزاب فشلت في تنزيل وعودها الانتخابية، أحزاب ضيعت 10 أشهر في الشرود عن خدمة الرباطيين، أحزاب نسيت أنها تحكم عاصمة الثقافة والمثقفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى