جهات

حديث العاصمة | هيئة التدريس.. أبطال بدون أمجاد

بقلم: بوشعيب الإدريسي

 

    الموسم الدراسي أغلق باب سنة دراسية للولوج إلى أخرى بعد عطلة سرعان ما تتبخر كسابقاتها، نظرا لفراغ جوفها من أي ضابط يضبط ما في داخلها مما يبقيها تقاوم هذا التبخر.. عطلة بعد سنة دراسية مضنية لا يحس بأوجاعها إلا المجاهدون فيها، وصدق من برّأ التعليم من “مهنة” تصادف باحثا عن شغل، وإنما التعليم رسالة تجاوزت الهدف التربوي لتسمو إلى الإنساني من أجل تحضير الأجيال للقيام بالواجب نحو الوطن.

في الأيام الماضية، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية حفل تكريم لقامة من علمائها وفاء وعرفانا لتضحياته وعبقريته في تدريس مادة علم النفس – الشغل، هو مؤسسها، وهي مبادرة من العارفين بقيمة العلماء الباحثين، ولكنها داخلية بين العلماء في غياب من يبرمجون ميزانيات مجالسهم لحفلات التكريم والاستقبال والتتويج والتهاني وجلها – إن لم تكن كلها – تقام في قاعات جماعية ويحضرها مدعوون من طرف رؤسائها يتقدمهم نوابهم والأعضاء ورؤساء الأقسام والمصالح وغيرهم، وبعبارة أوضح: حفل عائلي لمنتسبي المجالس، يهنئون بعضهم البعض ويتذوقون الحلويات والعصائر والشاي والقهوة مع المياه المعدنية تحت تصرفهم على حساب الرباطيين الذين على عاتقهم واجب تقديم الشكر لأساتذة أبنائهم، فهم لا تسمح لهم الظروف بذلك، وكم سيبتهجون لو نابت عنهم مجالسهم في القيام بتحضير لقاءات احتفالية ضيوفها عمداء ومدراء وأساتذة المؤسسات التعليمية بدون مشروبات ولا مأكولات، ولكن بخطاب اعتراف بأمجاد أبطال هيئة التدريس التي تحترق لتنير الطريق للأجيال الرباطية، ولتكريم المغادرين إلى التقاعد، وتقديم الدعم اللازم للمرضى منهم، وإطلاق بعض أسماء الراحلين من تلك الهيئة على بعض المرافق أو الشوارع، وقبل هذا وذاك، لتأكيد الاحترام الذي تكنه العاصمة لحملة مشعل رسالة العرفان وهم شموع تذوب لتوضح الرؤيا للأجيال.

قلنا في وصف تكريم العالم رائد السيكولوجيا العلمية، بأنها مبادرة داخلية من زملائه وشخصيات أكاديمية، وكان الأجدر أن تكون من صنع مجالسنا المنتخبة باسم العاصمة، عاصمة الثقافة للعالمين الإسلامي والإفريقي، فتحية تقدير إلى رسل العلم والمعرفة أينما وجدوا في الجامعة أو سلك الثانوي أو الابتدائي، وعطلة إن شاء الله موفقة بدعوات الآباء والأمهات المقدرين لتضحياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى