أزمة المياه تهدد سكان العالم القروي بجهة الشمال
الأسبوع. زهير البوحاطي
بدأت بوادر شح مياه الشرب تظهر في العديد من الجماعات القروية بجهة الشمال، ورغم وعورة الطرق وارتفاع درجة الحرارة، إلا أن ذلك لم يُثنِ ساكنة العديد من المناطق بالعالم القروي عن الخروج وقطع مسافات طويلة للبحث عن هذه المادة الحيوية التي بدونها يصعب العيش، وفي كل سنة ومع اقتراب موسم الصيف واشتداد درجات الحرارة، تتجدد معاناة السكان القرويين مع ندرة المياه وانعدامها في كثير من الأوقات، حيث يستعملون مياها ملوثة بالتربة وأخرى غير صالحة بسبب وجود الحشرات بداخلها وتنبعث منها روائح كريهة خصوصا المناطق البعيدة عن المجال الحضري، والنموذج من عمالة إقليم شفشاون التي يوجد بها عدد كبير من الجماعات القروية، التي تعد هي المستهدف الأول من غياب المياه، مما يجعل الساكنة عرضة لأزمة عطش قد تنتج عنه كارثة إنسانية بكل المقاييس في الوقت الذي تنشغل فيه الجماعات بتمرير الصفقات ومناقشات الميزانيات وصرفها على الهواتف والمحروقات والسيارات وغيرها من الامتيازات، بينما تظل معاناة الساكنة حول البحث عن المياه آخر شيء يفكر فيه هؤلاء المنتخبون الذين كان من المفروض عليهم حفر الآبار وتوفير المياه لمناطقهم، وهذا ما يجعل ساكنة الجماعات القروية تقوم كل موسم صيف، الذي يكون فيه السياسيون يتمتعون على شواطئ البحار، (تقوم) برحلات طويلة من أجل البحث عن المياه الصالحة للشرب بسبب قلة الآبار المعدة للغرض وجفاف المنطقة، خصوصا المتواجدة في أعالي الجبال والتي تجف فيها المياه خلال فصل الصيف.
وحسب العديد من سكان البوادي الذين يعانون من شح المياه، فإن معاناتهم لا تتجلى في البحث عن المياه فقط، بل إن أزمة العطش تضاف إلى أزمات أخرى كالفقر وتدني الخدمات الصحية وغياب البنية التحتية، وفي بعض الأحيان تكون منعدمة.
وخلاصة القول، تعيش معظم الجماعات القروية بجهة الشمال على وقع الهشاشة الشديدة والكثير من التهميش والحرمان من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وغيرها من المشاريع التنموية، خصوصا التي خصصتها الدولة لسكان العالم القروي.