جهات

متى يبرهن منتخبو العاصمة على كفاءتهم ؟

الرباط. الأسبوع

    شاركت جماعة عاصمة الثقافة الإفريقية مؤخرا، في أشغال القمة التاسعة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية المنظمة بدولة كينيا، بوفد من المنتخبين رفيع المستوى، وكنا ننتظر منه مبادرات واقتراحات تعكس إشعاع الدبلوماسية الجديدة على القارة السمراء، وقبلها بسنين، سبقتها مدينة القاهرة في قمة منظمة العواصم والمدن الإسلامية، باقتراح تشييد حديقة كبرى وسط العاصمة المصرية تكون من إنجاز الأعضاء الراغبين في تخليد آثارهم المعمارية والبيئية والهندسية على أرض الكنانة، وكل مشروع يحمل تسمية صاحبه، فشيدت الرباط جناحا كبيرا في الحديقة الكبرى أطلق عليه اسم “حديقة المغرب”.

وكنا ولا زلنا نحلم بمشاريع من أفكار منتخبي العاصمة، تواكب وتعزز انطلاق ثورة الإنجازات الملكية التي غيرت الوجه البئيس والمخجل لمدينتنا، وكسته بأرفع الجواهر حتى غدت مضرب الأمثال في العالم الإفريقي، هذا العالم الذي يترقب بشوق نهاية أشغال بناء أعلى برج في القارة وأكبر مركز اقتصادي فيها طوابقه بعدد دولها شامخا فوق ضفة وادي أبي رقراق شموخ تنوع الديانات والثقافات والحضارات.. فكنا نتصور حضورا بديهيا للافتخار بالمعلمة المعمارية الفريدة، وذلك بعرضها في المعرض الذي أقيم هناك عبر مجسم يمثلها، وفي نفس الوقت، إحاطته بتصاميم فكرة إنشاء “قرى إفريقية” لكل عواصمها تكون على مرأى من البرج على طول الضفة من شالة إلى هضاب عكراش على طول 15 كلم، وهي حاليا أرض عارية مهملة، لم تحرك بعد عزيمة منتخبي العاصمة لمغادرة “القفص” الضيق المفضل لديهم لقربهم من الامتيازات بدون “صداع الراس”.. مشروع دبلوماسي، ثقافي، فني، وتراثي، وأكثر من ذلك، يكون مرآة تعرفنا بتلك الدبلوماسية والثقافة والفن والتراث والعادات والطقوس والمعمار والطبخ والفلكلور، وفي نفس الآن: دعاية للسياحة لتلك العواصم الإفريقية.

تتمة المقال بعد الإعلان

صحيح، أن الأمر يتطلب حنكة ومجهودا ومساهمة مالية، وقرارا سياسيا، وهذه مجرد اقتراحات يمكن ألا تحظى بإجماع كل العواصم، ولكن قطعا ستحظى بالاهتمام، وستؤدي الرسالة المرجوة بأن الرباط عاصمة الثقافية الإفريقية تفضل التعاون والتشارك والتآخي مع شركائها في نفس القارة، وترغب في تقريبهم إلى المواطنين من خلال ما سيشاركون به في بناء “ﭬيلاجات إفريقية” على ضفة نهر أبي رقراق.

وعاد الوفد الرباطي المشارك في قمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية، ليطرح السؤال: ماذا حملوا معهم للرباط؟ فإذا كانت زيارتهم لأداء مهام رسمية، فعليه، أي الوفد الذي كلف الرباطيين مصاريف ثقيلة، أن يبررها بالنتائج التي حققها مؤكدة كسائر النفقات، بوثائق إثباتية على تلك النتائج، أما الشفهي الذي اعتمد منذ عقود، سواء داخل اجتماعات المجالس أو في بعض الاجتماعات، فغير مقبول وغير معقول أن يؤدي المواطنون ثمن أسفار للسياحة وتعويضات سخية للسائحين من منتخبي العاصمة “يا حسرة”.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى